مرثية أمل
راقتْني أطلالُ الذكرياتِ شوقاً
وعَسُرتْ على يديَّ قوارعُ 
أقامَتْ تجاعيدُ الدُّجى دهراً
وعلى وجهِها تعطَلتْ جوازعُ
فلقَتْ أساريرَ الوهنِ غبطةً

وعبرَتْ دياجيرَ الظلمِ موانعُ
عابَتْ عليها الموحشاتُ تبجحاً
فأبكَتْ حوافرَ الطمعِ مواجعُ
ما رقدَ رثاؤها قيدَ أنملةٍ
وغاصَتْ تحسراً عليها مدامعُ
شابَ ليلُها لفقدِ أطواقِها
وأرهبَت ثلوجَ المواقدِ مطامعُ
ما طرُبَتْ قَطٌ لوصايا إبليسَ
حينَ ولّى وما هزمَتْها طلائعُ
رقصَتْ صباحاتُ دفاترِها عزاً
وليتَ نبيلَ جُرحِها أملاً رواجعُ
أينَ ميراثُ ندائِها وبكائِها
أينَ دعاءُ قوافيها ونثرَها بدائع 
قدْ همهمَتْ جنائزُ الحروفِ تألماً
ونامَتْ في توابيتِ الشعرِ مقانعُ 
رُفاتُ أبجديةٍ دقَّتْ مساميرَها
مرثيةُ أملٍ باتَتْ لحروفِها ودائعُ
خشعَ سراجُها لربِّ مكنوناتِها
وكم توهجَتْ لبقيةِ الروحِ مرابعُ
إن رُزِقَ أحدُكم بأملٍ يوماً
فاعلموا أنَّ تلكم الأمالَ روائعُ
أمل الياسري/ العراق

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

#ديوان_الحب_الصادق #بقلم_د_مهاب_البارودي 318 - اشتاقك