، ثم يعود منبطحا على سندان الحداد يوجعه بالمطارق طرقا مبرحا .
إنهم في الجهالة غرقى ، تخال كأنهم رفاة ميت ، لا اقلاع و انطلاقة تفك أسرهم مما هم فيه سابتون ، و لا هم في الحبو يقدمون ململة هزة ، أو كأنهم ميت ينتظر من الكسالى توضبة اللحد ، و هو القابع في اللحد رصو مقعد ، من خشيتنا يدنس الفراش نفث البراز ، حتى إذا هم به زائر من أنيس أو مواسي ، من غلظ الخنز يعقد القدوم و يدبر من حيث تنبع .
فقراء ، يجمع بينهم بسط اليد للنشل ، و لحمتهم في الماخور غبط ما اختلسوا ، منهم من ينتحل و منهم من يزعم أنه على جواد الشعر يركب ، و ما هم إلا أنذال من أشباه الرجال ، فخرهم أن يضعوا على رؤوسهم وسام خيانة شعب مترب .
عجزة ، خئورا لا مطلع لهم من السافلة ، خماص ، ندق على رؤوسهم مرفق اعجازنا ، فيهوون في الدلو أذلة مرهقين ، و لو اجتمعوا ، و إنهم جمع في الجمع حلفاء ، فصيلتهم ربطة دانية مما ينطق نهيقا و نباحا ، إنهم يكورون من الخراء لقيمات من حروف التهجي ، يتخذون لها من جباههم معلقة ، يستبقون إلى العرس و نعالهم من لدا طفيلي تستعار ، يعرضون رونق أجسادهم الجنب على المنابر ، دون أن يستحوا يرعدون ثرثرة ، يبجل لغوها الغاوون من عصبة أمثالهم ، ولئن تجمع دواوينهم على صفحة الأرض لا تجدي قراءتها إنسانا .
الأديب حسن السلموني .
تعليقات
إرسال تعليق