حياة
لأيام وهي صامتة تنظر لنفسها مطولا بالمرآة. تراقبني بصمت، لا تتحدث كثيرا، متوترة، قلقلة، أشعر بخطب ما أصابها. 
في ليلة باردة جدا سألتني: أما زلت تحبني؟ تقولها بأسى. استدركت أن جسدي ترهل كثيرا ولم يعد قاسيا. وان شعري تغير وزاد وزني . هل ما زلت تحبني كما اللقاء الأول بيننا ؟ لقد أصبح وجهي مجعدا، ولم تعد تلك الصبغات تجدي نفعا مع ذلك الشلال الذي يغطي ظهري. إنك لم تعد تتحسسه بأناملك كما السابق. أنك تبتعد كثيرا . اعرف في عملك الكثير من الفتيات الشابات. ألهذا تصمت وتبتسم كثيرا، الهذا تعود متأخرا كل يوم . هيا قل لي لن اغضب. هل أعجبتك احداهن؟ هل ترغب بالأنفصال. اتريد حياة جديدة مع جميلة اردافها قاسية وشعرها ناعم. أتريد أن تستبدلني بأخرى. هيا قل ما بك صامتا؟!
نظرت إليها. كانت العبرات تترقرق توشك على مغادرة تلك المقل الجميلة، معبرة عن أسى وحزن كبير..
أمسكت بيدها .. ما بك يا عزيزتي أن الذي ترينه مني ما هو إلا بسبب العمل والإرهاق. عندما التقيتك لأول مرة : علمت أن خلف ذلك الوجه الجميل قلبا أبيضا جميلا. وعندما احتضنتك لأول مرة تيقنت أنك خلف ذلك الجسد أرضا خصبة تصلح لانبات بذوري. وأن خلف ابتسامتك روحا جميلة عشقتها. 
إني همت بروحك قبل أن ألتقي بجسدك. لقد عشقت تلك الروح وتلك المرأة التي تسكن خلفه . أفهمت ؟ طوقتني بذراعيها وزفرت في هواء بيتنا الصغير لتدفئه من صقيع تلك الليلة الباردة جدا جدا .....
عواد المخرازي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

#ديوان_الحب_الصادق #بقلم_د_مهاب_البارودي 318 - اشتاقك