قصتي مع زوجتي الفقيدة
بوفاة زوجتي فقد أسدلت الستارة على نهاية قصة حب عنيفة لزوجين ، فقد تكون قصتي مع زوجتي التي فارقت الحياة تتشابه مع أي قصة لرجل ماتت زوجته أو كباقي قصص الحب والأساطير أو القصص التي قرأناها أو سمعنا عنها ، ولكن قصتي مع حبيبتي تختلف تماما ، وأرجو أن لا أكونها مبالغاً أو كاذباً عندما أقول عنها إنها من أجمل وأروع قصص الحب .. على الأقل في هذا الزمن الذي أصبح فيه الحب لعبة أو تسلية.
حياتي مع زوجتي الحبيبة التي رحلت عن عالمنا إلى دار الحق كانت أشبه بمجلد يحتوي على العديد من الأوراق والصفحات ، مسجل به أجمل الموضوعات والعديد من المواقف والذكريات التي تستحق القراءة أو النشر ، فمن خلال قراءة صفحات هذا المجلد صفحة تلو الأخرى ، يجد القارئ لهفة في معرفة المزيد عن هذين الحبيبين ، فقد يستخلص أو يستفيد القارئ من أحد الموضوعات بها حكايات يمكن أن يرويها لأولاده أو أحفاده ، أو يعجب بجملة في أحد السطور ، أو يتوقف عند كلمة ذات معني.
فقد كان حبي لزوجتي وحبها لي عبارة عن إحساس صادق ينبع من قلبينا .. حب يشعر بيه قلبين .. شعور خفي يخرج من أحدنا ليبحث عن قلب الطرف الآخر في كل مكان ليداعب الإحساس والمشاعر ويتسلل بهدوء ويستقر بالعقل وداخل تجاويف القلب ليمتلك الروح والوجدان ويسيطر على كل كيان الجسد.
إنني لا أستطـيع تقييم حبي لزوجتي بدقة ، فكل ما أعرفه وأشعر به .. إنني أحببتها بكل معاني الحب الصادق .. أحببتها بإخلاص مع الاحترام المتبادل بيننا .. وسيظل حبي لها في قلبي مهما طال بي العمر.
قلبي حزين على فراق الحبـيبة الغالية وأتمنى أن يحزن أكثر وأكثر، فقد رحلت الحبيبة ورحل معا الحب ، نعم لقد فقدتها إلى الأبد، وها أنا أكتب لها وجسدي ينتفض وقلبي يصرخ، آه ما أعظم حزني وما أكبر مصيبتي، فمن المستحيل أن تفارق صورتها خيالي ، فقد كانت لي نعم الزوجة المطيعة والساهرة على راحتي، ولكن بعد رحيلها تركتني وحيد.
لقد قضيت مع زوجتي الفقيدة أجمل أيام حياتي وسنين عمري ، أحسست وكأني ملكت الدنيا وما فيها، لذلك فإنني أسعدتها بقدر استطاعتي.
من خلال طبيعة عملي فإنني أتعامل مع العديد من الرجال والنساء ، ولكني عندما أضع رأسي على وسادتي عند منامي ، لا أرى من النساء إلى زوجتي حبيبتي .. فأدعو لها بالرحمة والمغفرة ، وأساله أن يلهمني الصبر على فراقها. 
أختارها الله وأسأله وأدعوه أن بسكنها فسيح جناته مع عباده الصالحين الفائزين بجنة الخلد ونعيمها.
وإنني أدعو لها وأسألها أن تسامحني من قبرها الطاهر إن كنت قصرت معها في يوم من الأيام .. وداعاً زوجتي الحبيبة .. وداعا يا أعز الأحباب .. وداعا حتى يوم اللقاء.
على الرغم من وفاتها من خمس سنوات .. الا انني عندما أذكرها أو أكتب عنها .. الحزن يملئ قلبي والدموع تنهمر من عيني .. دموع الحزن على فراقها .. الدموع التي لا تجف ولا أستطيع توقفها.

أرجو أن تكون قصتي مع زوجتي الفقيدة حكاية تستحق أن تقرأ أو تقص ، أو تكون أحد الموضوعات التي تدرس لتعلم أبنائنا من الفتيات والشباب المقدمون على الزواج بصفة خاصة .. كيف تكون الحياة الزوجية السعيدة أو الحياة الزوجية الجميلة الهادئة.
التوقيع / زوج حزين

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

#ديوان_الحب_الصادق #بقلم_د_مهاب_البارودي 318 - اشتاقك