المطرُ الأزرقُ ... بقلم د. الشاعر إحسان الخوري

المطرُ الأزرقُ ...
بقلم د. الشاعر إحسان الخوري
>>>>>>>>>>>
يجنُّ الفجرُ بعدَ شجارِهِ معَ الليلِ ..
الخلافُ علىٰ نجمتينِ لم تَنعسا ..
تُمارِسان الخيانةَ وتَبقيان إلىٰ الصَّباحِ ...
فتبدأُ أنوثتُكِ طُقوسَها السَّماويَّةَ ..
علىٰ بحرٍ مِنَ النُّجومِ تُرفرِفُ ..
تَمتزِجُ بلمعانِ الضَّوءِ ..
تَصدحُ كَقيثارةٍ حُبلىٰ بالجَمالِ ..
تَنحتُ مِنَ الخَيالِ أحلاماً وحَكايا ..
تَغطِسُ فيها قَبائلُ قَبائلُ ..
تأخذُ شَهقاتٍ بِحَجمِ القَمَرِ ..
تَرقصُ كَنَوارسٍ في نَشوةِ الحُبِّ ..
ومنْ سيُبرئُ الجَانُّ في آخرِ المطافِ ..!
تَثملُ مَساحاتِ السَّماءِ ..
فتتساقطُ أنوثتُكِ كحبَّاتِ اللؤلؤِ ..
كلُّ هذا كانَ علىٰ ذِمَّةِ حارسِ السَّماءِ ...
سيدتي ...
هلْ أنتِ سرابٌ ..
هلْ أنتِ من نَسجِ خيالي ..؟!
لكنَّني أراكِ ..
هُنا وهناكَ ..
قدْ تختفينَ بَعيداً بَعيداً ..
ولكنِّني أتنفَّسُكِ ..
أنتِ أسَرْتِ روحي ..
فؤادي ينبضُ بكِ ..
وكلُّ ما أعرفُهُ أنَّني أُُريدُكِ ...
سيِّدتي ...
ذاكرتي لمْ يَعُدْ لها أعذارُ ..
وأنا لمْ أعُدْ في سِجنِ الفُراقِ ..
تِلكَ الليلةَ لمْ أشأ أنْ أتركَ رائحتَكِ ..
هيَ مَليئةٌ بالنَّشوةِ ..
فأتسلَّلُ إلىٰ الحَنينِ الماكرِ ..
لأجِدَ نِصفَ جُنوني مُعلَّقاً ..
روحي ترتجفُ ..
وربَّما تتساقطُ كالمَطرِ الأزرقِ ..
حيثُ هسيسُ الجانِّ الحَرونِ ...
أشهقُ أنوثتَكِ في عينيَّ ..
قدحاً مُعتَّقاً وعشرةً من الهَذيانِ ..
فأمتلِئُ بكِ ..
يتكاثرُ العَسلُ علىٰ شفتيكِ ..
فتستحِقُّ قُبلاتٍ عديدُها ألفٌ ..
عرَّافتي قالتْ بَعدَ قراءةِ شفتيكِ ..
ليسَ هناكَ نحلٌ للعسلِ والشَّهدِ ..!
عيناكِ تفوزان بجائزةِ الانبهارِ ..
تفضحُ خطايا الغَرقِ القديمِ ..
فقولي يا سيِّدتي لعينيكِ الذَّابحتينِ ..
ما عادَ قلبي يتَّسِعُ لكلِّ هذا الارتباكِ ..
ولا عقلي لهذا الجُنونِ ..
فأنا قدْ أنفقْتُ كلَّ حُبِّي والهيامِ ...
تفاصيلُكِ تحصلُ علىٰ مائةِ نَجمةٍ ..
وعطرُكِ يَمرُّ كشهرينِ كاملينِ ..
أشتمُّهُ مع عَبقِ البُنِّ المُجاورِ ..
تغمرُني سحابةٌ دافِئةٌ ..
فأغرقُ في ذاتي ..
وتنتشي الحِكايةُ عِندَ السَّريرِ اليتيمِ ...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

#ديوان_الحب_الصادق #بقلم_د_مهاب_البارودي 318 - اشتاقك