قصيدتي (أَنِينُ الحَنِينِ): للدكتور حسن كمال محمد محمد

قصيدتي (أَنِينُ الحَنِينِ):
للدكتور حسن كمال محمد محمد
يا رَبِّ ما لِي إِلَى الأَحْبابِ مُرْتَحَلُ***
بانُوا وَما لِيَ فِي عَوْدٍ لَهُمْ أَمَلُ
يا رَبِّ غابُوا وَما فِي الوُسْعِ مُصْطَبَرٌ***
مُرُّ الْفِراقِ بَدا فِي القَلْبِ يَشْتَعِلُ
كُلُّ الدُّرُوبِ إِلَيْهِمْ جِدُّ مُوصَدَةٍ***
وَالفِكْرُ حارَ وَما فِي جُعْبَتِي حِيَلُ
طالَ البِعادُ وَما لِي مِنْهُمُ كَثَبٌ***
فَالْوَصْلُ غَيْثٌ عَصِيٌّ لَيْسَ يَنْهَطِلُ
رَبّاهُ هَذا الغِيابُ الشُّؤْمُ مَهْلَكَةٌ***
سامَ اللَّبِيبَ لَظًى فَصابَهُ الخَبَلُ
أَينَ الخَلاصُ وَنارُ الشَّوقِ مِنْ سَقَرٍ***
لَمْ تُبْقِ مِنْ مَوضِعٍ إِلّا بِهِ الشُّعَلُ؟
أَيْنَ الفِرارُ وَحالِي قَدْ غَدا كُرَبًا***
أَقْضِي النَّهارَ وَما لِي للِّقا سُبُلُ؟
أَنَّى أَرُوحُ فَلا أَلْقَى سِوَى فِكَرٍ***
يا طِيبَها فَلَها أَرْنُو وَأَبْتَهِلُ!
ذِكْرِي لَهُمْ قَدْ غَدا شُغْلًا يَمُوجُ شَجًا***
لا يَحْتَوِيهِ هَذاكَ السَّهْلُ وَالجَبَلُ
وَاللَّيْلُ سُهْدٌ عَنِيدٌ قَدْ بَرَى جَسَدِي***
فِيهِ الجِراحُ جِسامٌ كَيْفَ تَنْدَمِلُ؟
فِيهِ الفَواجِعُ أَشْتاتًا أَيا وَجَعِي!***
فِيهِ الظُّنُونُ سِقامٌ أَمْرُها جَلَلُ
فِيهِ التَّذَكُّرُ وارٍ ناحَ فِي شَجَنٍ:***
زادَ الأَنِينُ وَما فِي الطَّوْقِ مُحْتَمَلُ
كَيْفَ السُّلُوُّ وَذِكْرٌ لا يُفارِقُنِي ***
يُنْسَى الحَنِينُ وَتِلْكَ الأَعْيُنُ النُّجُلُ؟
يُنْسَى الأَمانُ لَدَيْهِمْ ما لَهُ شَبَهٌ***
كُلُّ الأَمانِيَ بَعْدَهُمْ هِيَ العِلَلُ؟
تُنْسَى الأَماسِي وَحِضْنُ اللَّيْلِ يَجْمَعُنا***
نَسْقِي الزَّمانَ وِدادًا شَهْدُهُ القُبَلُ؟
وَالطَّعْمُ نُخْلِصُ دَوْمًا وَالْوَفا نُقَلٌ***
يا لَلْهَناءِ بِمُزْنِ الْعِشْقِ مُتَّصِلُ!
هَلّا يَؤُوبُ زَمانٌ لِلهَوَى عَجِلٌ***
يُنْسِي الشَّقاءَ الَّذِي ما عُدْتُ أَحْتَمِلُ
يُنْهِي العَناءَ يُزَكِّي النَّفْسَ مِنْ كَدَرٍ***
مِنْ كُلِّ أَدْرانِهِ النَّكْداءِ مُغْتَسَلُ
قَدْ رَدَّدَتْ غِبْطَةً كُلُّ البِقاعِ مَعًا:***
أَحْبابُنا رَجَعُوا وَاليَومَ نَحْتَفِلُ
وَالكَونُ يَخْطِرُ مُخْتالًا بِنا فَرَحًا***
وَالقَلْبُ يَرْضَى بِهِمْ وَالعَيْنُ تَكْتَحِلُ
.........................................................
.............................................
.................................
....................
...........
......
...
.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

#ديوان_الحب_الصادق #بقلم_د_مهاب_البارودي 318 - اشتاقك