عطر بلا رائحة .............بقلم ياسر محسن

عطر بلا رائحة
وجه شاحب وحديقةُ مهملة
أطفال بلا لعب
حادثةً قديمة لازال جرحها يتذكر
جرح المشاعر
يمضي الوقت متناقضاً
بين الخير والشر
يملأ خزائننا
بتناقضاتنا لونه يتغير
حياة رمادية وفقد ينقص من لونها
القادمين من الأمس البعيد
نزلوا على حلم فراشة
لم تبصر لون البنفسج
سيدة قالت
أن زوجها لم يصنها فأهملت نفسها
ماذا يلوح في حلمنا غير دخان
ورماد حياتنا
ومعكرة الغيوم لاتصفوا بأيامنا
أنا عدو نفسي التي لم أتخلص منها ولَم أصاحبها
كم المسافة بيننا
لنندب حظنا العاثر
أيرغب أحدنا في رحيل ما
أيفاجئنا ذاك الرحيل لأنه تعجل
أي جنون حفرته الرياح في جرحنا
ذاكرتي ليست قوية لأعود بها
إلى نفس المكان الذي منه خرجت
ولَم أعود أليه
ولا أملك أجنحةً تحملني على الشفق الجميل
ولايدان تتسلقان الغد
يسقط الغد على يومنا
ويسقط بعده آخر
يسقط آخرين بلا آخر
المكان على المكان
الذكرى على الذكرى
هي ليست في عرف الفوضى
لكنها تؤنس الغراب
وتؤنس آخرين من قومنا
يقول شيخ كم بقي من زادنا
لنهبه لغيرنا
كما تعودنا أن نفعل
فماذا أعطتني أمي غير اللبن
ووسادة من تراب
وصوت الريح فوق الكفن
ماذا أورثني أبي غير الجرح
وطريق الآخرة
أن أكون نرجسياً حين يقتلني الوجع
والأمل المزيف في الوطن
لن نحيا مرتين
لنموت أكثر
مرةً حين نحلم
وحين نصحوا نموت أيضاً
من ينتظرنا بعد سفر طويل
ويعيد ترتيب المكان علينا
يرن جرس الفرصة الأخيرة
سأم الفصل الختام
لو طويت شراعها وشئت أن لا تعوم
فلقد سبقتك الريح والهاوية
كل القوم نيام
اخاف منك ياقمري أن يطول مسائي
وليس لي أي ابتهال
من أي عثرةٍ سنبدأ
ولون السراب يطوق الصبح
في بحر من الاوهام
وعيون لاتبصران
يتعثر الطريق
ضباب كثيف
يصف على الركام
لاأحب أدمان الخيال
من فسحةٍ بسيطة يتنفس الكلام
ويتنفس الورد لون السلام

بقلمي ياسر محسن