أحبّ بلادي......محمد الصغير القاسمي

أحبّ بلادي
أحبّ بلادي
بين أهلي وصحبي
و في وحدتي القاتلة
وفي ساعة خاطفة من ساعات السّرور
و في لحظة ضحك مستعار
و في سنواتي التي انفرطت
من يدي خائبة
وفي ضجّة باعة الوهم للحالمين
أحبّ بلادي
آمنة
في نظرة حيوان أليف
يشق الطّريق نهارا
ولا يعتريه خوف
ولا رهبة
من أذى صبية عابثين
أحبّ بلادي
في مشية عامل ذات فجر
يشدّ الخطى نحو شغل
ويضرب بالحذاء
أرصفة الشّارع النّائمة
وفي ضحكة طفل
له أمل في غد
وفي تعافيها
من رزايا السّنين
أحبّ بلادي صباحا
وفي كلّ وقت وحين
في لحن ناي لراع
وصوت غناء
يثير الشّجون
يزيل البكاء
ويمسح الدّمع
في ساعة من ساعات الأنين
أحبّ بلادي
في شذى زهرها العطر
وفي الشّيح
و الرّنج والإكليل والزّعتر
وفي نسمات البحار مساء
وفي هبّة الرّيح صيفا
وفي قطرة مطر في الخريف
وفي حبّة
ينتظر أكلها الزّارعون
أحبّ بلادي
في كلمات قصيد
لشاعريتغنّى
تحت ظلّ نخيل
وفي ركن مقهى عشيّا
على صوت لحن شجيّ
يأخذني لبعيد
أحبّ بلادي
في شمسها السّاطعة
وفي ملحها يحرق الأرجل
ويذهب ليذوب بعيدا
ويترك خلفه حرقة في القلوب
وفي هديل حمام صباحا
وفي سافيات الّرّمال
و عكّازة جدّي الّتي لا تزال هناك
منهكة
تتحدّى السّنين
أحبّ بلادي
في ضحكات صغار
يفرّون خوفا من غضب جارهم
وقد كسبوا دون حقّ
من حقله في الغداة
بعض تين
ورمّانة
وراحوا بعيدا
يقتسمون غنيمتهم فرحين
أحبّ بلادي
في شرف عامل في البلاد
كذاك الّذي كلّ يوم مساء
يمرّ
ليرفع ما تجمّع في الشّوارع
وفي العرق
المنحدر لؤلؤا
على جبهة عامل في البناء
قنوعا
يغنّي لبرّاد شاي
يزيل الشّقاء
ويحلم بمستقبل باسم للبنين
أحبّ بلادي
في بهو محطّة آهلة
في انتطار قطار
ككلّ الجموع الّتي لها وجهة
وكلّي شوق
إلى أن تطلع الشّمس صبحا
وتصبح الهمهمات غناء
فأجمع شملي
وأمضي سعيدا مع المنشدين
محمد الصغير القاسمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

#ديوان_الحب_الصادق #بقلم_د_مهاب_البارودي 318 - اشتاقك