هذا الخلاء......ايفا سليمان

هذا الخلاء
أيار أقبل يجتلي ظلم الشتاء
بالنور بالنفس العليل وبالبهاءْ
فإذا الورود الذابلات نضيرة
فلكلّ عاطرة أريج في الفضاءْ
وعلى ضفاف (السار المنحنى
والحور خيّم فوقه والكستنا
والصبح فجّر حوله ذاك السنا
وشدا شجيّ الصوت ألحان البقاءْ
لكنّني والنفس تنْزَعُ في الحشا
وكريه أنفاسي على طيبي فشا
وظلام قبري ناظري الواهي غشى
فإذا الربيع الزهْوُ يبدو كالشتاءْ
لكنّما والناس في دنيا الورى
ليسوا كبعض في الهوى والمحتوى
هذا يحبّ اللهو والثاني غوى
عيش الهوان وكلّ أسباب الشقاءْ
قد غرّهم والطين من أسنٍ عراه
قد صار اسود كالحٍ في محتواهْ
فإذا به مسنون من حمإ شواه
ماسٌ وتبرٌ باهرٌ وسط العفاءْ
وكما الفراش تهافتت حول اللهيب
ظنّا بأن الشمس تطلع في المغيب
وكذلك الإنسان في العيش المريب
في ماسه يسعى إلى حضن البلاء
ما غرّني ذا اليوم يحفل بالبديع
أو ماء نهرٍ ضاحكٍ بعد الصقيع
والصيف ثمّ خريفه بعد الربيع
فكما الشتاء جميعهم تحتى السماءْ
لا فرق بين الدرّ والطين الوضيع
أو بلبل صدّاح أو بومٍ مريع
وحليب ثِدْي كان من فرز النجيع
وكذا الحياة تغوص في هذا الفناءْ
وبحثت عن نفسي وذاتي في الورى
وسألت ما فوقي وما تحتى الثرى
فأجابني حالي وما حولي أرى
فكما نجىء نروح في هذا الخلاء

ايفا سليمان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

#ديوان_الحب_الصادق #بقلم_د_مهاب_البارودي 318 - اشتاقك