(طِفلَة) - بقلم ..(محمد رشاد محمود)

(طِفلَة) - (محمد رشاد محمود)
في فبراير مِن عام 1984 وكُنتُ في الثلاثين مُقيمًا في مأدبا بالأردن ، وحينَ كُنتُ أستَقِلُّ الحافِلَةَ مِن عمَّان إليها ، راحت طِفلَةٌ جَميلَةٌ في نحو الرَّابِعَة تَقِفُ على المقعدِ الأمامي ، فلا تكادُ تَبينُ - لِقِصَرِها - تداعِبُني فتَرفَع رأسها مرَّةً وتَخفِضُه مرَّةً وتميسُ ذاتَ اليَمينِ وذاتَ اليسار وتُخرِجُ لسانَها وتَتَلَمَّظُ بشَفَتَيها وتُرَأرئُ لي بعينَيها الخضراوَين ، فبادَرتُ بنَظمِ هذه الأبيات قبلَ أنْ تَتَفَلَّتَ فورَ النُّزول :
رَفر
ِفي كالشَّــمـسِ لا
بَــلْ كـضَوءِ القَبَـــسِ
شَدَّ ما يَحلـــو السَّـــنا
بَيــــنَ جَهــمِ الغَلَــسِ
طِفـــلَةً يا قَلــبُ هَـــا
كـالحَيــــا المُنْبَــجِسِ
فَوقَ قَعقـاعِ الصَّفــــا
تَحتَ عَيـنِ السُّــندُسِ
رِقَّــــةُ الأنـــْــداءِ في
فَمِهــــــــا الـمُقْتَــبَـسِ
واختِـــلاجاتُ السَّنـَــا
في دَدَاهــــا المُـؤنِسِ
مـــــا أُحَيــْــلاهــا إذا
أخلَـــــــدَتْ لِــلْمَنَــسِ
واستَباحَتْ طفـْـــــرَةً
لِلظِّبــــَـــاءِ الشُّــمَّـسِ
كالفَــــراشاتِ فَـــدَت
لَــمسَــةَ المُلـتَـــــمِسِ
أو مُوَيجَــاتٍ نَـــزَت
هائِجــــاتِ الهَـــوَسِ
أينَــــعَ الــوَردُ علَـى
خَـــدِّهــا لِليَـــــــبَسِ
شَعْـــشَعَتٍ صَهبـاءَهُ
وَقـْـــــــــدَةٌ لِلَّـــعَـسِ
وِظِــلالُ الــدَّوْحِ في
طَـــرفِهـا المُختَلِــسِ
قَد صَبـــا النَّسـمُ إلى
شَعْــرِهــا المُرتَـعِسِ
مُسْتــثَارِ المُهـْـرِ في
ضَبــْـــحِهِ لِلفَـــرَسِ
وَمُحَيــَّــاهــا حِمَــى
خِفَّـــــــةِ المُبْتَــــئِسِ
يَـجْثمُ الـرِّجْسُ لَـدَى
طُهـْــــــرِهِ بالبَـلَـــسِ
كُـــلُّ مَــأزومٍ مَــدَى
رَمْقِـــــــهِ لِلسَّلَــــسِ
رُبَّ جِــرْمٍ يُــزْدَرَى
قَـــــدرُهُ بالــــشَّوَسِ
فـــــــاقَ في إقلالِــهِ
راسِخـــاتِ الأسَــسِ
إنَّنــِـي في ظِلِّـــــــها
مُسْتَطـارُ النَّــــــــفَسِ
كُــلَّـــــما زِدتُ رَوًى
مِنْ رَناهــــــا أمتَسي
(محمد رشاد محمود)
..............................................................................................................................................
المَنَسُ : النَّشاط .
اللَّعَس : سوادٌ مُستَحسَنٌ في الشَّفَة ، واللعساء التي في لونها أدنَى سوادٍ مُشَرَّبَةٌ مِن الحُمرَة .
المُرتَعِس : المُرتَعِشُ .
البَلَس : مَنْ لا خَيرَ عِندَهُ .
الشَّوَسُ : النَّظَرُ بِمؤخِر العَينِ تَكَبُّرًا أو تَغَيُّظًا .
الرّنا : إدامَة النَّظَرِ بِسكون الطَّرف .
أمتَسي : أعْطَشُ .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

#ديوان_الحب_الصادق #بقلم_د_مهاب_البارودي 318 - اشتاقك