*** المتدارك *** بقلم...السيد عيسى بلعلياء

لَوْ تُطلِقُ السّحابة غيثها (3)
*** المتدارك ***
بقلم...السيد عيسى بلعلياء
.......................
في حَرَارَةِ عَينيكِ ألفُ ابْتِداءٍ
يُواريه بَعْضُ الخَجَل
هَا هيَ الغَيمَة الفَذّة ارْتَفَعَتْ
في سَمَاءِ المُحَال
وَاشْرَأبَتْ لَهَا المُهَجُ.
هَا هُوَ العِطْرُ يَنْثرُ فِي القَلبِ أوْجَاعَهُ
وَيُغَادِرُهُ قِطعَة ً من أديم الثرى
وَالحُروفُ عَلَى عَهْدِهَا
تَسْتَفِزُّ فَرَاشَاتِ النّشْوَة
تَسْتَثيرُ الْجَوَى
مَا لَهَا أبَداً في الهَوَى حَرَجُ
كَلَّ حِينٍ تُحَاربُنِي بِاللّحَاظِ
وَبالشُّهُبِ الحُمْرِ فِي لَعِبٍ وَازْدِرَاء
أمُرُّ بِجَنْبِ اللهِيبِ
فَتَتْبَعُنِي النَّارُ،
وَيَحْرِقُنِي الوَهَجُ.
حَرْبُهَا لُعْبَة ٌ
لا أجِيدُ تَفَاصِيلَهَا
غَيْرَ أنَّ لَهَا لَذَّة ٌ، وَلَهَا أَرَجُ .
وَلَهَا عَابِرَاتٌ لِكُلِّ فُؤَاد
لَهَا قَاصِفَاتٌ
لَهَا قَاذِفَاتُ الذّخِيرَةِ
في المُقَلِ النّاعِسَاتِ.
ذَخِيرَتُهَا نَظرَةُ الزَّيْغِ
تُرْسِلُهَا الْمُهَجُ.
في حَرَارَةِ عَيْنَيْكِ كُلُّ الْغِوَايَةِ
كُلُّ طَرِيقٍ اسْتَوَى مُنْعَرَجُ.
هَا هِيَ الغَيْمَة الْفَذَّةُ ارْتَفَعَتْ
وَأنَا والسَّفِينُ أخُو شَرَدٍ
مُبْحِرٌ تَتقاذَفُنا الّلجَجُ.
يَا نَسيمَ الصَّبَابَةِ بَلِّغْ
فَإنّا ابْتُلِينَا، وَأيَّامُنَا رَهَجُ.
يَا نسيمَ الصّبابَة ِقلْ لِي:
عُيُونُ المَهَا مَا لَهَا ؟
مَا لَهَا الشّارِدَات ُتمِيسُ بِهَا وَلَها؟
بَلْ مَتَى الْفَرَج ُ؟
جِئْتُ أعْبُرُ ظِلِّي إلَيْكِ
وَأشكوُ مَفَاتِنَ جَارِحَة، غَايَة ًفِي الدَّمَار
فَيَرْتَاحُ فِيكِ التمَرُّدُ
جِئْتُ أقَدِّمُ عُذرِي
وَهَل فِي الْهَوَى تَنْفَعُ الْحُجَجُ؟
_____________________
السيد عيسى بلعلياء / الجزائر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

#ديوان_الحب_الصادق #بقلم_د_مهاب_البارودي 318 - اشتاقك