خرج ولم تودعيه.............بقلم......محمود جميل شواهنة....


خرج ولم تودعيه
تسلل في عتمة الليل
في خفة السيل
الم تسمعيه
وتلاشى مع الظلال
خلف سفوح التلال
وكنت دوما تراقبيه
اليوم رحل
في قلب المستحيل نزل
وكنت في كل مرة الى اين تسألينه
فيصمت فتجيبيه
اماه والدمع فوق الخد قد خط دربه الاسود
وفي الصدر قد تنهد
واللحد يناديه
لكن تأبى الروح ان تلاقيه
حلق عاليا مع اسراب الحمام
فوق الغمام
نزل رذاذا من دم كان يغطيه
والبرق يلمع والرعد يقصف
والشجر يهتز ويرجف
والليل ما زال فيه
يستر بعض ملامحه
بسكون معانيه
وحول الليل جحافل من ظلام تتقدم
فمن بعدك سيواسيه
وصرخ الشيطان
ان الاوان
يا من تبحث عن الاوطان في سراب الامة
في وهم القمة
تلحف برد الشتاء والخوف ومعانيه
الموت يطاردك
والحب اصفر كالح يجافيك
وبرعم اخضر تسلل خلسة مبتسما قبل الفجر
ويطلع الفجر ليرثيك
وتمطر مآقيه
الما وحزنا وغضبا
وعشقا تواريه
فقد ترجل الفارس المطارد
وعانق التراب وعاند
وانتفض قلب الام عندما سقط يناديه
بني والدم الزكي سال فوق وجنتي حبيب لم يعد
عاد الناعي بلا جسد
والقمر ارتعد
والغيم فوق الجرح لربه سجد
بعد اليوم لن تشميه
سيتسلل المسك الى انفك حين تذكريه
يذكرك برائحة الشرف الذي ينبض فيه
بالكرامة اليتيمة
بالقيادة العقيمة
بالوطن البنفسجي الوردي
بالزمن الرمادي
بشهيد سقط بعد الغروب في ليلة دموية
قال لن استسلم
لكن الموت كان يناديه
في عناق ابدي خالد
كان يجالد
ووراء الاكمة كان الموت خجولا
والرصاص عجولا
وفي القلب استقر الموت
بالنبض الاخير يلاقيه
محمود جميل شواهنة.....

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

#ديوان_الحب_الصادق #بقلم_د_مهاب_البارودي 318 - اشتاقك