(( سُدَّة السُّدى ))......أنيس ديان/اليمن/عدن

(( سُدَّة السُّدى ))
يبحر حلمي في ظلمات أبد
صرخة بيضاء مشرئبة العيون
تتبخر كالصدى عند سُدَّة السُّدى
تعانق قوافل الدخان
حُمَم من العبرات تفحّمني
توزعني في وجنات الصمت 
ضحكات نافقة
قُبّلات من قرف
تخطني في جدار الموت 
حروفا مبتورة الالوان
تثائبتْ مجاديفي في هودج الريح
توسدتْ أريكة الملح الوثير
نامت باكية بلا أجفان 
دموع النوارس تربِت على كتف الشراع
تدغدغ صلادة صخر ملول
توقظ حورية السكون الأصفر
ساعة مقيل الموج
على أريكة الخلجان
والزَّبَد خادم البحر السَفِيه
يبصق في وجة الرمل كلما رأه
إحدودبت سارية الفجر
تثقلها نبؤة سعف الذهب 
والقمر ثعلب غابات المساء
يأكل فتات أنفاس الغريق
من أَلْهَم المرافئ العانسات
غباء الشموع
جُبن القناديل
مهانة الإنتظار ؟!!
زرقة نكراء تكفّن الأشياء
تفوق إسوداد الليل لآمة
هل يموت البحر يوما
مختنقا بملحه
غريق زرقته ؟!!
مازلت أبحر على جذع سؤال
أبتكر مرفأ وحسناء وخبز
أنسج من نور يفقس تأتأة
كتابا أبيض الكفين وزهرة
لن تعود سفينة الروح مثقلة
لا غمزة وعد
إيماءة حنين
قُبّلة شوق واحدة
نهب قراصنة الاشواق كراسي الوعد
بعثروا صُرّتها على الساحل الحقير
قبضتْ يدها على خاتم الذكرى
جفّتْ بين يدي الموج ناعسة
كياسمينة تهدهدها أنسام الفناء
تغسلها غيمة النسيان
غير أبهة بقبلة الرجاء الأخيرة
ماتت ولم تغرق !!

أنيس ديان/اليمن/عدن

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

#ديوان_الحب_الصادق #بقلم_د_مهاب_البارودي 318 - اشتاقك