الدموع والأحزان والدعوات
الدموع في حياتنا كثيرة .. وهي تختلف من لحظة لأخرى ومن وقت لآخر ومن مناسبة لمناسبة ، فهناك دموع الفرح والسرور ، ودموع الأشواق والحب ، ودموع الفراق ، ودموع العذاب ...... وما إلى ذلك من الدموع. 
ولكن دمعتي اليوم إحترت في تعريفها وفي وصفها ، وإن كانت هي دمعة حزن ولكنها ليست كأي حزن ، فهي دمعة حزن بكل معاني الكلمة على حبيبتي .. على زوجتي الفقيدة الرقيقة ـ الطاهرة ـ الفاضلة ـ الغالية ـ الحنونة ـ الطيبة ـ المؤمنة ـ المتدينة .. على الزوجة الكاملة بكل المعاني .. فليست كل زوجة غالية ، وإنما تختلف الزوجات والغاليات عن بعضهم البعض ، فبعضهن ترتفع قامتهن إلى عنان السماء حيث تسموا بكل المعاني التي تفوق إدراك البشر كماً ونوعاً. 
فدموعي هذه المرة تنسال على زوجتي الغالية .. على زوجتي أم أولادي الزوجة الحنونة .. فهي الزوجة والأم والأخت والصديقة .. فقد كانت رحمة الله عليها طيبة وعطوفة على الجميع. 
دموعي تنسال على الزوجة التي أعطت بإخلاص وتفان وعطفت بشكل مثالي ، فقد عاشت معي زوجتي الفقيدة رحمها الله وأسكنها فسيح جناته أعوام طويلة ، كانت أجمل أيام . لم نسمع منها إلا كلمات معطرة بعطر الورود والزهور، أما نظراتها فكانت نظرات حانية كلها أفراح وسرور.
كانت زوجتي رحمها الله سيدة رائعة ـ مضيفة في استقبالها ـ كريمة في عطائها إلى أبعد الدرجات ـ كانت رحيمة ـ صابرة.
كانت زوجتي رحمها الله سيدة متدينة .. تصلي الفروض قي أوقاتها ، كانت تقوم الليل للصلاة وقراءة القرآن الكريم ثم نصلى الفجر وتنام .. فقد كنت تلميذاً في مدرستها الإسلامية .. وتعلمت منها الكثير ، وكانت رحمها الله تعاونني على تلاوة وحفظ القرآن الكريم. 
وعلى الرغم من طول فترة مرضها .. فقد كانت صابرة .. لم نسمع منها أي تذمرا .. بل كانت ابتسامتها تعلو جبينها ، والبهجة والسرور على وجهها ، رحمة الله عليها وأسكنها فسيح جناته.
فقد تعلمت الأسرة منها كل معاني الحب والوفاء والإخلاص ، وإن كنت قد افتقدتها اليوم جسدا ، وافتقدت رؤيتها .. فأنها تعيش معي قلبا وقالبا .. فبصماتها في منزلي في كل مكان وفي كل جانب وفي كل ركن ، وصورتها لم تغادر عينيي .. وستظل بين الجفون.
بعد كل ذلك .. فكيف أصف شعوري نحوها وهي في رعاية رب العالمين.
إنني الآن لا أملك إلا الدعاء لها بالرحمة والمغفرة.
التوقيع / زوج حزين

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

#ديوان_الحب_الصادق #بقلم_د_مهاب_البارودي 318 - اشتاقك