قصيدة : ( مذلون مهانون 3 : في مستوطنة العقاب ) من قلب القبطان..بقلم... علاء طبال

قصيدة : ( مذلون مهانون 3 : في مستوطنة العقاب )
من قلب القبطان
بقلم...علاء طبال
...
يعلمنا فيودور دوستويفسكي في مأساته ( مذلون مهانون ) أن بني الإنسان مخلوقات قادرة على اختزان كم هائل من الذل و الإهانة, ذلك يعني أن كل الدعاوي التي تصرح بأنه لا حياة بلا كرامة و الذي يحيا بلا كرامة قد خرج من الإهاب الإنساني تخرصات على بني الإنسان ... 
لكن بمجرد أن تسنح الفرصة بالتخلص من الذل و المهانة يمقت الإنسان المكان الذي امتهن و أذل فيه 
" و لربما دفن الإنسان حياً ... فإذا استفاق في تابوته, حاول أن يرفع الغطاء رغم معرفته بعقم محاولته ... و هكذا محاولات السجين داخل سجنه "
( فيودور دوستويفسكي / من رواية : ذكريات من بيت الموتى )
في مستوطنة العقاب :
أيها الأذى المرير يا حال البؤس ...
أتوجس خيفةً من كل ما هو مجهول و عافت نفسي كل الأصوات الهادرة المتشدقة بمستقبل أفضل من هذا الواقع الزري المعاش ربما لأنني سوداوي متشائم, و ربما لكوني مجرد رقم وسط بلايين من الأرقام العصية على التفسير 
...
-1-
دوستوكافكا بـ( غريغور سامسا و الإنسان الصرصار ) يشهد :
يغتالني جوع المسافة
أطوي الطريق على الطوى 
في لجة الحزن العميق
و طغى على القلب الضعيف
صقيع
هناك 
على شفا جرفٍ جريح
في يد الأسقام مائدةٌ
و كل ما في الكون من حولي ضرير 
...
-2-
موليير بـ( مريض الوهم ) ! يشهد :
قد هُتكت صروحي
بعيني اليوم كالشبح الطريح ؟
أذوب من الأسى
في نصف حرفٍ
فهل يُخفى عذابي و أستريح ؟
و أبقى جاثماً 
فوق المآسي
فلا أجد سوى 
*( الوجه القبيح )
هي الأفكار قد صارت شتاتاً 
هامت على الطرقات في عقلٍ عجيف 
و كم تجري الذئاب 
و كم تصيح
...
-3- 
دوستويفسكي بـ( ألكسندر بتروفيتش ) يشهد :
و طغى على القلب الضعيف
صقيع
و خير من في الورى
للآن يشكو
من الظلم و الإذلال و التجويع
فهل هناك سميع ؟
...
-4-
كازانتزاكيس بـ( الكابتن ميخايليس ) يشهد :
المجد إن نام
الحسام يضيع
و تولى أمر النائمين
وضيع
السخط آتٍ
و( الوجه القبيح ) فظيع 
__________________________
* المستقبل أي المجهول المدلهم