قِطعةُ السُّكَّرِ ... بقلم د. الشاعر إحسان الخوري

قِطعةُ السُّكَّرِ ...
بقلم د. الشاعر إحسان الخوري
هل سَتُستَجابُ صلاةُ البحرِ ..
هل سَتُقْبَلُ ألحانُ الفجرِ ..
أم سَيُطيحُ المطرُ بِراقِصاتِ الصَّباحِ ..
يُشَرِّدُ عفاريتَ الَّليلِ ..
ويُطفيءُ قَناديلَ الدَّهْشَةِ ...
سيِّدتي..
تعالي مِثلَ رَشفةِ نبيذٍ ..
تعالي مِثلَ قصائدٍ غزليَّةٍ ..
تعالي بِصدركِ الشَّامِخِ في مَخابيءِ الدَّلالِ ..
تعالي بِخطواتِكِ الهامِسةِ بِصاخِبِ الغُنْجِ ..
أين مواؤكِ سيِّدتي ..
اِخمشي كاملَ جسدي ..
اِرتكبي كلَّ جرائمِ النِّساءِ ..
ورفرفي مثلَ مِفتاحِ القيدِ ...
ما حاجتي للصُّبحِ يا سيِّدتي ..
وما حاجتي لفيروزَ ..
مِن دونِ رؤيةِ تفاصيلِكِ الماكرةِ ...
أنا داخلُ أسوار هذا الصَّباحِ ..
أنا ما زلتُ يا سيِّدتي ..
أرتشفُ قهوتي على حظِّ الصُّدَفِ ..
أقرأُ وجهَها ..
علَّني أرى بعضَ فاتناتكِ الآسرةِ ...
حياتي حافيةٌ ..
تَزاحُمٌ شديدٌ بين أفكاري وأفكاري ..
أنتظِرُ طويلاً كلَّ يومٍ ..
لكي تُحدِّثيني يا سيِّدتي ..
حدِّثيني عن عشقِكِ القُرمزيَّ ..
هل لاذا بالفرارِ ..
هل فقدتِ الخطوةَ الأولى ..
أم لا زلت تجْرينَ إلى الوراءِ ..
وتلتهمين رحلةَ العِشقِ ...
حدِّثيني عن أشياءٍ لن تعودَ ..
حدِّثيني عن غيابكِ المُكبَّلِ بالأصفادِ ..
فأنا يا سيِّدتي قد تعوَّدتُ ..
تعوَّدتُ أن أقبعُ خَلْفَ المَرايا المُتعَبةِ ..
أنتظِر بَناتِ المطرِ ..
لِتُلامِسكِ أنفاسُ الأرزِّ المُبلَّلِ ..
ويفوحُ الصَّباح مِن مَلامِحِكِ ..
يسيلُ عِطرُكِ ..
تَقطرينَ بِدلالِ أُنوثتِكِ ..
تَقطفينَ حكايا الصَّنوبرِ ..
وتَبقينَ مَحفورةً في قِطعةِ السُّكَّرِ ...
هذا الصَّباحُ قدْ خَدَعتني الشَّمسُ..
صخرةُ البَرْدِ تتدحرجُ ..
هي آيلةٌ للسُّقوطِ ..
أنا أرفعُ صَلاتي ..
ربَّما يختِمرُ الاحتمالُ ..
فأُواصِلُ الاختِباءَ في غُرفتي ..
ألتَفُّ على بَعضي ..
شَفَتَيَّ تُداعِب فِنجانَ قَهوتي ..
أغمِضُ عينيَّ ..
أفركهُما مثلَ مصباحِ علاءَ الدِّينِ ..
فيمسُّ عبقُ البُنِّ كاملَ جسدي ..
تلتهِبُ العواطِفُ في أوردَتي ..
أمدُّ يديَّ في الغيبِ ..
أتوغَّلُ في دهاليسِ الخيالِ ..
لأستحضرُكِ أمامي ..
آخذُكِ إلى داخلِ المَلمُوسِ ..
لِتَتَذكَّرين أولى قُبُلاتي ..
تتراقصينَ على أمواجِ التَّنهيدِ ..
وتذوبينَ على جسدي ..
فأنا ياسيِّدتي قَدَرُكِ..
شاعرٌ وبحَّارُ ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

#ديوان_الحب_الصادق #بقلم_د_مهاب_البارودي 318 - اشتاقك