بلاغة العيون ****** عيسى حموتي

بلاغة العيون

****

عيناه يا إخوتي راوٍ ضليع

ثقة، أمين، بمنتهى البيان،

ينقل واقع المهجة، دون خيال،

أو غرابة أو مساحيق بديع.

*

لا يقفو بما ليس له به علم

ليس من قبيل أهل القيل والقال

أو شاهدي زور، بل عن الشغاف،

والنياط، وعن الألم، والأمل،

يروي في براءة الرضيع.

*

والحديث صحيح ،اسألوا أهل الغرام

إن كنتم في ريب مما تحكي العينان.

إنهما سارد حاضر مشارك متمرد

غير أنه لأسرار القلب في محيطه يذيع.

*

راو، يكشف أوراق الخافق

بخبايا النبض يشي، يسرد المتون

حرفه ليس صوتا ولا رسما

ولا يُهجى ولا يبصر بالعيون

إن هو إلا سحر، فكُّ شفرته

لا يستعصي على الذوق الرفيع

**

بلاغة العينين عند أهل الهوى

بلسان الصمت تلقي أبلغ العروض

تجمع بين التقرير والتصوير

ترسم حال القلب جذلانَ كان

أوغطت إحساساته الرضوض

**

وعلى القارئ الإلمام بالإشارة

حتى يهتدي إلى المضمون

وبالتلميح والتلويح والتعريض

ففن الصمت كان دائما أعقد الفنون

**

عيسى حموتي