خلوة مع نديمتي...،. _________________________[[ليلى كافي/تونس ]]

خلوة مع نديمتي...، خلوة بعيدة عن نفسي...، خلوة يسكت فيها الكون وتنام الحياة...، وأبقى أنا، أراقب اللاّوجود... لا وجود للبشر فسُباتهم موت، موت في الحياة، وهل يحيا البشر في عالمنا، في هذا الكون؟؟؟؟ في هذه الخلوة حضر الصّمت مُتأنّقا في أبهى حلّة، جاءت الكلمات بَكْمَاءَ بلا لسان، وصل القلب دون نبض يجرّ وراءه أنفاس مكتومة تخنقها دمعة تسير ببطء ودون أن تُطلّ من العين تعود من جديد لتختفي في ركنها المُظلم من القلب... أنا ونديمتي نتحاور في صمتا المعهود، ومع كلّ رشفة تتصاعد جملة لها معنى:"أين نحن؟" -"نحن في خلوة، خلوة الأساطير القديمة..." -"من معنا؟" -"أنا وأنتِ" -"لِمَ تَسْجُنِينَنَا في هذه الخلوة؟" -"لأنّ الكون لم يعد يحوينا، لقد لَفَظَنَا ولم يعد لنا مكان في ربوعه التّافهة..." -"ولِمَ لا تضمّين نفسكِ إلى خلوتنا...؟" وهنا ردّ صمتي هامسا بحروفه الخرساء:"ألا تدعيننا من نفسي؟...هي ثرثارة لا تكفيها سنوات لِتُنْهِيَ كلامها، ستُؤرقنا، ستروي ألف حكاية وحكاية، ستُشتّتنا، ستُعكّر مزاجنا، سيُصبح طعمكِ علقما، سيُصبح قلبي نشازا، ستفتح نافذةَ الخلوة وتنظر إلى الكون البعيد، ستتمنّى أن تأخذنا إليه لِنَتعب من جديد، سَتَحِنُّ إلى الذّكريات وستسكب في فنجانك ماء الحنين....دعيها بعيدة عنّا اليوم فهو يومنا، وربّما يكون لنا معنا لقاء غدا...، لعلّها تندم وتستقيم وتثوب إلى رشدها لتعلم أنّها نفسي وليس لها أن تُحبّ غيري أكثر منّي"... _________________________[[ليلى كافي/تونس ]]