* قَلْبٌ مُدنَف * ....... ******** محمد سعيد أبو مديغم

* قَلْبٌ مُدنَف *

كأنَّ العَينَ طافَ الحزنُ فيها

فَمِن بعدِ الفراقِ بَدَا بكاها

عَلَى حُبٍّ تَنَاثرَ في خَرِيفٍ

بِأَوراقِ المَآسي قَدْ صَلاها

فَسَحّتْ دَمْعَتِي مِن عَينِ شوقٍ

كأنَّ الشَّوقَ طودٌ في عَنَاها

يَسِيلُ بِكلِّ صَبٍّ في جَنانٍ

وَقَلبِي مُدْنفٌ فِيهِ ضَناها

يَفِيضُ لَهيبُ حُزنٍ في ألِيلٍ

وَكَم لُمْتُ الأسى حينَ اعْتَراها

فَكلُّ الحزنِ تَسْكبُهُ جِراحًا

وَجرحِي ساكنٌ بِمدى قِناها

يُناشِدُ وَجهُ بَدْرٍ مِنْ رَحِيْلٍ

وَروحِي قَدْ تَدَنَّى مُنْتَهاها

تُنَاجِي نِصْفَ قَلبٍ في ليالٍ

وَقَلبي كلُّهُ يَرْجو هَوَاها

تَحِنُّ إلَيْهِ في جُنْحِ اللّيالي

وَتَشْكو مِن بعادٍ قَدْ كَسَاها

فَكَمْ ناجَيْتُ لَيلِي عَنْ تَفَادٍ

فَيَسْمَعُ ما بِنَفْسِي من أساها

فَأمْضِي تحتَ دُجْنِ اللّيلِ وَحدِي

وَطَرْفِي سَاجمٌ يَطْوِي مَداها

لَحَى اللّهُ نزوحًا جَاشَ نَفْسًا

وَأوْرَى نَارَ شوقٍ في حَشَاها

فَمَا مِنْ سَائلٍ عَنْهَا تَبَدَّى

وَمَا مِنْ طَيْفِ حُبٍّ قَدْ أتاها

********

محمد سعيد أبو مديغم

بحر الوافر

صلاها : شواها / احرقها

سَحَّتْ : انْصَبَّ من أعلى

طود : جبلٌ عالٍ

عناها : جوانبها

صبّ : شوق

مدنف : مريض / متعب

ضناها : سوء حالها

ألِيل : أنين

قناها : احمرارها

جنْح اللّيل : ظلامه

تفادٍ : تجنّبٍ

دجن اللّيل : سواده وظلامه

ساجم : يَدْمع

لَحَى : لَعَنَ

جاش نفسًا : جعلها مضطربة من الحزن

أورَى : أوقد

تَبَدّى : ظَهَرَ