فارق العمر بين الأزواج : _________________********** بقلم: مطانيوس سلامه

فارق العمر بين الأزواج :
________________________________________
الزواج علاقة روحية تشاركية سامية بين زوج وزوجة تعاهدا أمام الله والناس على الحياة معاً بجوٍ يسوده الحب والتفاهم والتعاون على السراء والضراء , وركيزة هذا البناء الأساسية تعتمد عادة على الثقة المتبادلة , وينجم عن هذه العلاقة بناء أسرة تشكل إحدى لبْنات هذا المجتمع , فإذا كان هذا الزواج ناجحاً تبعته تربية أبناء صالحين يفيدون المجتمع وإلا كانت صرخة الويلات والمشاجرات والخلافات وانعكس ذلك سلباً على مسيرة حياتهما التشاركية السامية وعلى الأولاد أيضاً وربما ينعكس على المجتمع أيضاً لذلك يجب عدم التسرع بالاختيار وتحكيم الضمير خلال التعامل الحياتي.....
ما نراه من خلال العديد من الحالات الزوجية الناجحة والحالات الأخرى ضعيفة النجاح في مجتمعنا يمكن أن نقول أنه كلما كان العمر متقارباً بين الزوج والزوجة كلما ساد التفاهم أكثر ففي هذه الحالة يكون الاثنان أبناء جيل واحد وتتقارب مفاهيمهما للحياة ولمعالجة كل الأمور التي قد تنشأ خلال حياتهما الزوجية وكأنهما حبيبان يشكلان جوهر واحد , ولا أحد يقول أنهم طلبة في صف واحد وهما مناسبان لبعضهما فليس هذا هو المقصود لأن الزواج له مقومات أخرى لسنا بصددها الآن والعمر المتقارب للزواج الناجح يكون بحدود الخمس سنوات وكلما زاد الفرق عن ذلك اختلفت المفاهيم وهذا لا يعني أنه في حال كان فارق العمر عشر سنوات فيكون هذا الزواج محكوم عليه بالفشل فأحياناً يكون أكثر وفاقاً لأن العلاقة بين الزوجين لا يعتمد نجاحها أو فشلها على فارق العمر فقط لأننا نجد البعض وفارق العمر بينهما يزيد عن عشر سنوات أو أكثر وسعداء في حياتهما الزوجية ونجد العكس وفارق العمر بينهما لا يزيد عن سنتان ويقال عنهم // فتحوا البرميل بالمقلوب // وعندما يكون الزوجان يتمتعان بمستوىً عالٍ من الوعي وكل منهما يحب ويحترم الآخر ويعرف ما عليه من الواجبات ويؤديها تجاه الآخر ويسود الحوار بينهما بثقة وصراحة تكون حياتهما الزوجية مثالاً رائعاً للزواج الناجح وأحياناً صعوبات الحياة ومشاكلها قد تبعث للنرفزة أو الغضب أو التذمر فإذا كان الآخر لا ينجح بتعامله مع هذا الواقع سيقع الخصام ولو كانوا بعمرٍ واحد أو بفارق عشرات السنين ....
لست مع الفارق الكبير بالعمر لأنه قد ينجح مع عدد بسيط ويفشل مع الكثيرين لوجود تفاوت كبير من حيث الوعي وتقدير الواجبات ويسود مفهوم الطاعة العمياء حينها ونحن نعرف من أبنائنا فلهم مفاهيمهم التي تختلف عن مفاهيمنا وأرى أن يكون الفارق المثالي للعمر بين الأزواج يتراوح بين 5 و 10 سنوات فقط ولا بد من وقوع اختلافات بالرأي وتحليل الأسباب ومعالجة النتائج لأن العقل والتفكير لا يمكن أن يتوافق بالكامل وهذه الخلافات تكون بسيطة ويمكن أن لا تؤثر على مسيرة الأسرة الحياتية , ولا يعني أبداً إذا لم يسمع الجيران صوتهم أنهم لا يختلفون فالبعض يقول آمين ويسكت , فالبعض يحرص على سمعة العائلة ويسكت والبعض يخرج من البيت إلى عند الجيران دون أن يبوح بخبرٍ ما , والبعض يعيش بوئام ومحبة طبعاً ....
أحياناً تحصل زيجات وتكون الزوجة أكبر سناً من الرجل بعدة سنوات وربما يكون هذا الزواج ناجم عن وضع مادي معين أو ظرف عائلي أو ظروف خاصة أخرى فالبعض يعتقد أنه اختار هذا الفارق من العمر معتقداً أنها تكون أكثر وعياً وإدراكاً ومعرفةً بظروف الحياة والأقدر على التعايش معها أو تدرك واجباتها الزوجية أكثر من الصغيرات فهذا الزواج لا يظهر خطأه إلا بعد سنوات عديدة من الزواج وقد ينعكس سلباً على الحياة الزوجية والذين يحملون مثل هذه الأفكار تكون ثقتهم بنفسهم ضعيفة حتماً , وسيندم بعد سنوات من الزواج لأن الزوجة في مجتمعنا الشرقي تهتم بالأبناء أكثر من الزوج حتى ولو كان عمرها أصغر من عمره بسنوات فكيف إذا كانت تكبره سناً فيقل اهتمامها بنفسها وبحياتها وباهتمامات زوجها بينما لو كانت أصغر منه تشعره بشبابها وتبعث به الحركة والنشاط وهمة الشباب في السفر والزيارات وغير ذلك من وسائل تجديد النشاط .......
كل زواج وله مخلفات وخاصة بعد سنوات عديدة من الزواج فأما تكون طبيعية وتشمل نسبة كبيرة من المتزوجين أي تكون الحياة روتينية ويتخللها بعض الخلافات البسيطة التي يكون حلّها أحيانا على حساب الزوج وأحياناً أخرى على حساب الزوجة والمهم أن لا تتفاقم الخلافات ويتهدد بنيان الزواج لأنه ولا بيت ويخلو بالمطلق من الخلافات البسيطة بين الفترة والفترة وأحياناّ هذه الخلافات تجدد العلاقة الزوجية الحميمة والحب أيضاً والحياة الروتينية تكون مملّة إذا استمرت على وتيرة واحدة مدة زمنية طويلة وتصبح أشبه بالتعايش أو الخضوع للواقع والتعامل معه حسب هذا المفهوم لذلك السفر معاً والزيارات وحتى الهدايا قد تجدد الحالة الروحية للزواج فأراها من ضروريات الزواج ولا أحد يقول كبرنا على ذلك وأصبح ذلك لأبنائنا ......
ومن مخلفات الزواج أيضاً الفشل والذي يكون سببه الفارق الكبير بالعمر بينهما أو عدم وجود أطفال والتذمر الدائم نتيجة ذلك وإذا كانت الزوجة صغيرة جداً والزوج أكبر منها بكثير فتشعر بعد تقدم العمر لزوجها أنها خادمة له وهو مالك لها لعدم التوافق الفكري وإذا لم يسمع الجيران أصوات خلافاتهما فيركن كل منهما أمام التلفاز وبدون أي حديث أو حوار والقول الشائع أن للبيوت أسرار تمثل شيئاً من هذا الواقع ...
المجتمع لا يشجع على الزواج بفرق العمر الذي يزيد عن أكثر من عشر سنوات إلا في حالات كانت الفتاة عانساً أو أرملة أو مشابه ذلك وأن تكون الزوجة أصغر سنا ًمن الزوج والخطًأ الشائع في بعض المجتمعات وهو ما يتردد عن أن الرجل لا يعيبه كبر عمره أي من حقه أن يتزوج بالفتاة ولو كان يكبرها بعشرات السنين وهذه جريمة المجتمع الذي لا يحترم المرأة ولا يؤمن بالمساواة بين الرجل والمرأة بكل الحقوق والواجبات ........
أتمنى لحياتكم السعادة الزوجية والاختيار الصحيح الناجح وشكراً .

********** بقلمي: مطانيوس سلامة
ملاحظة : أسبوعياً وتحديداً يوم الجمعة سأنشر موضوعاً اجتماعياً لعلنا نُفيد ونستفيد من طرحه وأرجو التفاعل معه ولكم تحياتي
__________________

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

#ديوان_الحب_الصادق #بقلم_د_مهاب_البارودي 318 - اشتاقك