*الذّئب و الأغنام* بقلم...كمال العرفاوي

*الذّئب و الأغنام*
بقلم...كمال العرفاوي
......................
في بلاد العجائب
و الغرائب
في بلاد الأقزام
ذئب يرعى الأغنام
يسمّنها
يقدّم لها
أفضل الطّعام
الأغنام في قمّة الفرح
تشكر الرّاعي الهُمام
تستلذّ عيشها
كأنّها في احلام
سعيدة بوضعها
تعيش في سلام
وهي لا تعلم
ما تخفيه لها الأيام
الذئب الطّيّب الوديع يقدّم
جليل الخدمات للأغنام
يحرسها ليلا نهارا
ويظهر لها الاحترام
فتبادله الحديث
و تُصرِف
في المدح و الكلام
وتمرّ الأيّام سريعة
و كذلك الشهور و الأعوام
فتكتنز لحما الأغنام
وحين ذهب النهار بنوره
و حلّ محلّه الظّلام
كشّر الذّئب الخبيث
عن أنيابه الحادّة
فظنّته الأغنام المسكينة
سعيدا يُصرف في الابتسام
وحين حانت ساعة الصّفر
و جدّ الجدّ
توقّف الذّئب الماكر
عن معسول الكلام
و توقّف عن
الضّحك و الابتسام
وهجم فجأة على الأغنام
دون مقدّمة أو سلام
فغرز أنيابه الحادّة فيها
و بدأ بالنّهش و الالتهام
و تلذّذ اللّحم الطّريّ
الذي رعاه بالخديعة و الإيهام
و كان حريصا على التّسمين
طوال الشهور و الأعوام
دون إظهار العداء
بعد أن أصرف
في التقدير والاحترام
و كان ينتظر ساعة الصفر
بفارغ الصبر
في اليقظة و المنام
و حين حانت
ظهر على حقيقته
و أظهر مخزونه الثريّ
في الجريمة و الإجرام
و حقده الدّفين
المخفيّ وراء معسول الكلام
فجنت بغبائها
على نفسها الأغنام
و حديثنا قياس
يا أولي البصيرة و الأفهام
كمال العرفاوي

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

#ديوان_الحب_الصادق #بقلم_د_مهاب_البارودي 318 - اشتاقك