العرافة والعشق/محمد أبورزق_مجلة أمراء العرب للأدب والشعر


العرّافة والعشق 
قالت العرّافة مِن وراء الستار
 وهي تخطّ في الرّمل
 وتقتفي الآثار
 إني وجدتُ امرأة تعشقك
 أوتِيَتْ من كلّ شيء
 ولها حُسن ورقّة وعقل لبيب
 تهواك بجنون وبشكل رهيب
 وفي قلبها لك مقام عظيم
 أنت تجهلها لكنها تعرفك
 لم يزل حبّك في جوانحها مقيم
 إنّي أراها تتلهف شوقا 
تموت آلاف المرات عشقا
 أراها تتنفسك مثل النسيم
 في عينيها سرّ عميق دفين
 حزينة الملامح لا تكاد تُبين
 أدْرِكها قبل أن يبتلعها منك السّدِيم
 ومضيتُ أبحث في عيون النساء
 عن حبّ مبهم يتوارى في الخفاء 
بقي سرّا مكتوما وطواه التعتيم
 وتشابهت عليّ العيون والوجوه
 كل العيون ساحرة وجميلة
 كل الوجوه لها من الحسن حظ قسيم
 غير أني لم أعثر على السرّ الخفي
 ملامح يظهر عليها الحزن ثم يختفي
 لعلّ تنبؤ العرّافة كان وهماً كاذبا
 لعلّي إذ صدقتها لم أكن صائبا
 لعلّه حظي كعادته طلع خائبا 
فما ألِفتُ منه إلا الخيبة والتوهيم
 ومن يدري أن عاشقتي تكون مُنَقَّبة 
ودونها أهوال ومشقة وألف عقبة 
حيرة ترسبت في عمق أعماقي
 تحدّت حلم قلبي سكنت المآقي 
وشرود طوّح بي في متاهة حدس عقيم
 إسقاطاتُ العرافة ألبستني ثوب الحزن 
غسلتْ دماغي وأوهمتني بعشق لم يكن 
أصبحتُ عاشقا لامرأة وجودها مُفترض
 أبحث عن طيف يسكن خيالي وهو عديم
 ورجعت إلى العرّافة أستوضح وأستفسر
 عن خيطِ مفقودٍ عن سرّ لم يظهر
 عن عشق غامضٍ ساحقٍ وأليم
 قالت بعد أن تجلّت وأزاحت الستار 
وقد تمَلّكني الذهول وأخذني الانبهار 
الحزنُ حزني والسرّ في عيوني
 وأنا العاشقة في روابيك أهيم 
أنتَ معشوقي وأنا لست عرّافة
 ولا لي في ضرب الرمل ولا القيافة 
إنما هي اللوعة والوجد والحب القديم
 وذبتُ وذابتْ وذابَ فينا الهوى المُذاب
 وللهوى في فتنة العاشق أمرٌ عُجاب
 وكان بذلُ الرّوحِ في العشقِ الجواب
 هتف الغرام فغصنا في بحره العظيم 
محمد أبورزق 20/ 02 / 2020

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

#ديوان_الحب_الصادق #بقلم_د_مهاب_البارودي 318 - اشتاقك