♠ ♠ ♠ القصة القصيرة ♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى

    القصة القصيرة    
   وردة ولكن إصطناعية   
  لي صديقة غريبة الأطوار، ورغم الطيبة التى تبدو منها ، فأتحير ولا أعرف من أين أتت بهذة المشاعر الباردة ، والتى تجعلك تنظر اليها وكأنها وردةٌ هي زاهية في شكلها ولكن بدون رائحة فيبدو أنها وردة ولكنها إصطناعية ، خالية من الحياة وخالية من المشاعر الإنسانية ، وتقول لي لماذا لا أجد منكَ الإهتمام وأنت شاعر وتهيم عشقاً بالجمال ، وتتكلم عن العيون وتسافر فيها وتعود ، أقول لها من أين لكِ هذا الكلام فالشاعر في الأصل إنسان ، تقول أتكلم ولا ترد عليَ ، ولا تطيل النظر اليَ ، ولا تُحب أن يستمر الكلام بيننا ولا تريد أن يطول بقاءك معي هنا أ، نظرت إليها ولم أجد الكلام الذي يقال ، لو قلت لها الحقيقة ستغضب وإذا جاملتها وكذبت ، سأغضب أنا من نفسي ، لذلك الزم الصمت لعلي أرضِيها وأرضي نفسي معاً ، هي لا تجيد لغة الحوار ، لذلك أقول لكل أنثى يجب الاَ تجعلى جمالك فقط هو مبرر مرورك الى قلوب الأخرين ، بل الذكاء منكِ هو إعتمادك على بناء شخصيتك ، فتكوني مثقفة وتعرفي كيف تستولى على القلوب والعقول معاً ، فصديقتى تعتقد أن جمالها هو الذي يجذبني لها ، وأنا أحاول أن أحاورُها في مواضيع كثيرة ، لعلها تفهم أن جواز الإقتراب من مثلي هو أولاً العقل حتى يتحرك بعده القلب ، فأجد أنها لا تعرف غير جمالها أحاول أن الفت نظرها الى الورود الإصطناعية ، هي فقط ذات منظر وليس لها غير شكل جميل ، أقول لها عن التغير، فتذهب لتغير لون شعرها ، أو تفير فستانها ، أطالبها بالتطوير، فتغير في كل ساعة ثيابها مللت من هذه العقلية المسطحة ، التى لا تعرف لشخصيتها أبعادها ، وكلما قررت أن أقاطعها بكت لماذا قاطعتها أخبرها أن الحياة الجميلة هي تواصل بين العقول ، فتغير من تسريحة شعرها ، وترسم تاتو على كتفها أسألها ماذا قرأتي اليوم تخبرني أنها قرأت في الجريدة برجها ، وبختها ، فأضحك وأقول يا بختها ، بلغت بها التفاهه حداً لا أستطيع معها مجارتها ، ومرة صارحتها ، بلا لف ولا دوران قلت لها ، مثلي لا يكفيه من المرأة جمالها ، بل يجب أن تشاركه بغقلها ، ضحكت وأعطتني خدها ، وأتت لي في المساء وهي تلبس أغلى ما عندها ، والذي يبرز جمال جسمها ، حتى أستسلم لحسنها ، فمثلها تعتفد أنني أتكلم فقط ، ولست جاداً في عينها ، لأني أتكلم بهدوء حتى يلامس قولي قلبها ، فقلت لنفسي يبدو أن الرسالة لم تصل لها ، أو هي لا تريد فهمها ، فضحكت وقلت يا غباءها ، والغريب أن هناك الكثيرات مثلها.
   ا.د/ محمد موسى

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

#ديوان_الحب_الصادق #بقلم_د_مهاب_البارودي 318 - اشتاقك