القصه القصير ...العروسه...بقلم .. أَ. د/ مُحَمَّدٌ مُوسَى

    القِصَّةُ القَصِيرَةَ    
   العَرُوسَةُ   

   كَانَتْ تَتَمَتَّعُ بِجَمَالِ آخاذ فِي طُفُولَتِهَا.. الكُلُّ أَخَذَهُ جَمَالُهَا وهى صَغِيرَة ،ٌ حَتَّى أَنَّ الجَمِيعَ مِنْ الأَهْلِ وَالجِيرَانُ قَالُوا لَهَا وَلَامَهَا عِنْدَمَا تَكْبُرُ سَوْفَ آآخذها عَرُوسًا لإبنى ، وَكَانَتْ سَعِيدَةً وَالعُيُونُ تُلَاحِقُهَا.. وَيَقُولُوا لِكُلِّ حَامِلٍ فِي الأُسْرَةِ تَوَحَّمِي عَلَيْهَا لِتَأْتِيَ اِبْنَتَكَ فِي جَمَالِهَا.. وَظَلِّ جَمَالُهَا يَزْدَادُ مَعَ الأَيَّامِ.. وَظُهِرَتْ أُنُوثَتُهَا بِكُلٍّ وضوج.. مِمَّا جَعَلَهَا مُمَيِّزَةً عَنْ كُلٍّ مِنْ حَوْلِهَا مِنْ بَنَاتِ العَائِلَةِ وَالجِيرَانِ ، وَهِيَ تُلَاحِظُ عُيُونَ النِّسَاءِ قَبْلَ الرِّجَالِ تَشْهَدُ لَهَا بِالجَمَالِ.. وَتُسَابِقُ عَلَى اِلْتِمَاسِ وَدِّهَا الجَمِيعَ ، وَوَجَدَتْ كُلٌّ مَنْ يَأْتِيهَا لَا يُنَاسِبُهَا ، وَلَا يَلِيقُ بِجَمَالِهَا فَهِيَ تُرِيدُ مَنْ يَأْتِي لِكَسْبِ وَدِّهَا أَنْ يَكُونَ مُثَقَّفًا وَغَنِي،ًّ وَيَسْتَطِيعُ أَنْ يُلَبِّيَ طَلَبَاتِ هَذَا الجَمَالِ.. كَانَتْ تَقِفُ يَوْمِيًّا أَمَامَ المَرْأَةِ تَنْظُرُ إِلَيَّ صُورَتُهَا ، وَتَقُولُ مِنْ مَثَلِي فِي جَمَالِي ، وَمِضَتْ الأَيَّامُ أَسْرَعُ مِمَّا ظُنَّتْ فَهِيَ تَصَوَّرَتْ أَنَّ الزَّمَانَ سَيَقِفُ مَبْهُورًا بِهَذَا الجَمَالِ ، فَإِذَا هى فِي عُمْرٍ يَقْتَرِبُ مِنْ الأَرْبَعِينَ وَنَظَرَتْ فِي مِرْآتِهَا كَعَادَتِهَا فَوَجَدَتْ أَنَّهَا نَسِيَتْ زَمَانَهَا ، وشعيرات مِنْ الشَّيْبِ تُطِلُّ مِنْ شَعْرِهَا وَنَظَرَتْ حَوْلَهَا فَإِذَا هى تَكَادُ أَنْ تَكُونَ وَحِيدَةً ، وَتُذُكِّرْتُ مَنْ كُنَّ يَقُولَنَّ لَهَا عِنْدَمَا تَكْبُرِينَ سَوْفَ آآخذك عَرُوسًا لإبنى ، فَضَحِكَتْ لِمَرَّاتِهَا وَقَالَتْ هَا أَنَا كَبُرْتُ ، فَأَيْنَ اِبْنُكَ هَذَا ، وضحكت فقد تيقنت ان جمالها ، والزمان قد ضحكا عليها.
   أَ. د/ مُحَمَّدٌ مُوسَى

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

#ديوان_الحب_الصادق #بقلم_د_مهاب_البارودي 318 - اشتاقك