على غير المعتاد / محفوظ فرج




على غير المعتاد / محفوظ فرج
وعلى غير المعتاد
يجف بنهر الوند
الماء
يموت الحرث
ويُمْسَخُ في أًوديةِ التجار الساسة نسلٌ
قلتُ لنورِ الشمس :
حبيبةَ روحي
هذا زمنٌ ملوكِ طوائف
أرضِ النهرين
زمنٌ يعبثُ في أنحاءِ براءتنا
دعيني أرحلُ فيك
إلى قابل أيامٍ لا محسوسة
قابل أيامٍ لا مدسوسة
دعيني آخذ زورقنا الروحانيّ وندلفُ
نحو مساكن للكلماتِ الحسنى
لن تثنينا سيطرةُ الرومانِ
أو الطليانِ على برقة
لن يوقفَنا زحفُ تتار القرن الواحد والعشرين
على أم قصر
أقولُ لنسمةِ باب السورِ
وهي تبلّلُ أعتابَ الصبحِ النوراني
بنداها
مُرّي فوق رفاتِ المعهدِ
والمدرسة الأولى
فهنالكَ أودعتُ أغانٍ
قلت لنور الشمس :
حبيبةَ روحي
إذا جزنا الشوافَ ستُمَرِّغُ قافيتي أصواتَ
مخارجها
في أردانِك
لكَ أن تلقيَني في وادي النفلِ
أكنْ مرهوناً في سحنةِ طفلٍ
فَقَدَ الأهلَ
وعاثَ الأوغادُ بصندوقِ اللعبِ المسكونةِ في
صمتِ براءتِهِ
ولي أن لا أستثنيَ شبراً
دَبَّتْ فوقَ مرابعه بنتُ الجبل الأخضر
فخذيني أنّى شئتِ
لستُ بدونِكِ إلا حجراً مركوناً في إحدى
أرففِ
مكتبةِ بانيبال
حتى مَسَّتْهُ أناملِكِ الغَضَّة
فعاد يباغتُ أرشيگال بمعنى الحب
فذابتْ
أصبحَ عالمنا السفلي
وادٍ تنبعُ منه مصبّاتُ
حنان
محفوظ فرج


اللوحة التشكيلية من اختيار الرائعة الشاعرة Sarah Sami

لا يتوفر نص بديل تلقائي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

#ديوان_الحب_الصادق #بقلم_د_مهاب_البارودي 318 - اشتاقك