ماهو الأنحراف ____________ بقلم المحامي علاء صابر الموسوي

ماهو الأنحراف 
____________
 بقلم المحامي علاء صابر الموسوي

الأنحراف هو الخروج عن الخط والميلان عنه.
 فأذا خرج السائق عن خط السير نقول أنه انحرف عن الطريق. وإذا سار النهر بأتجاه آخر غير مجراه الرئيس. نقول إن النهر انحرف عن مجراه. وإذا خرجت المركبة الفضائية عن مدارها. قلنا إن المركبة انحرفت عن المدار ...
 وإذا خرج المسلم عن ضوابط الدين وقواعد الشريعة. نقول عنه كما نقول عن السائق أو النهر أو المركبة. إنه خرج عن خط السير أو منهاج الشريعة. 
وهل خط السير قيد؟ 
 ربما كان في الظاهر كذلك. لكننا يمكن أن نسميه بالقيد الأيجابي الذي فيه مصلحة للإنسان المسلم. أي الذي يحفظ له سلامته البدنية والعقلية والنفسية. ويحميه من عدوانه على نفسه. أو عدوان الغير عليه. 
الأنحراف إذن خروج عن الحد فهو  (شطط) و (شذوذ ) و (تطرف ) والقرآن يعبر عنه تارة ب(الفسق ) وهو خروج كل ذي قشر عن قشره. فيقال فسقت النواة أي خرجت عن التمرة. والمراد به اصطلاحا العصيان وتجاوز حدود الشرع. فحينما يقال فسق عن أمر ربه أي خرج عن طاعته. 
 ف(الفسق) انحراف. ويعبر عنه تارة أخرى ب(الزيغ ) وهو الميل عن المقصد . أو الميل عن الطريق. أي الأعوجاج بعد الأستقامة. ف (الزيغ ) انحراف. ويعبر عنه ثالثة ب (الضلال ) انحراف أيضا. 
هناك إذن خط سير لكل شيء. وهو مايعبر عنه القرآن بكلمة  (الهدى) :(الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ) . (الذي خلق فسوى *والذي قدر فهدى ) وكما للسير أو المرور في الطريق قواعده وقوانينه التي تحمي السائق والمارة من المخاطر. فكذلك لكل مخلوق وكائن حي قواعد وقوانين تنظم له حياته. 
هل بإمكانه أن يخرج عنها؟ 
 نعم فهو حر في السير عليها أو الأنحراف عنها. لكن خروجه عن حد أو خط السير سيكلفه ويكلف الآخرين الكثير. 
 أما رأيت كيف أن خروج السائق أو انحرافه عن الجادة يؤدي إلى حوادث مؤسفة ؟ وان خروج النهر عن مجراه خاصة في أيام الفيضانات. كيف يؤدي إلى ازهاق الأرواح وتدمير البيوت والمزارع والممتلكات؟ 
 وكيف أن المسلم الفاسق الذي لايراعي حرمة لشيء. ينتهك القوانين والمقدسات. ويضرب الضوابط والتعاليم عرض الجدار. فيعتدي على الأموال والأعراض والأرواح ولا يبالي؟ 
وماذا بعد الأنحراف؟ 
 إذا ازداد الأنحراف اوترك من غير علاج. فلم يثب المنحرف إلى رشده. ولم يرجع الى خط السير فاءن انحرافه سيقوده الى (الضياع) فالانحراف مقدمة أو خطوة على طريق الضياع. 
 هل حصل لك ان خرجت عن الطريق العام أو المعتاد. وسلكت طريقا لم يسبق أن مشيت فيه. وإذا بك بعد شوط من المسير في الطريق غير المعهود تجد نفسك قد تهت وضللت الطريق ولابد من أن تسأل العارفين به :انا تائه أين الطريق ؟!
 المزيد من الانحراف يعني ضياعا. وإذا كان بإمكان المنحرف أن يؤوب إلى الطريق. فأنه كالسائق الذي انتبه سريعا وعاود السير على الطريق العام. ليتفادى المخاطر المحتملة من قبل أن تودي بحياته. 
 أما المنحرف الذي ترك لنفسه الانزلاق التام. والانحدار مع الأنحراف يأخذه أين يشاء. فإنه سوف يضيع. وليس كل من ضاع عاد إلى مكانه الصحيح. وليس كل مريض تماثل للشفاء. ولاكل منحرف رجع إلى خط الأستقامة.

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

#ديوان_الحب_الصادق #بقلم_د_مهاب_البارودي 318 - اشتاقك