قبس من نور... تقديم الدكتور... أحمد محمد شديفات
بسم الله الرحمن الرحيم
قبس من نور...
تقديم الدكتور... أحمد محمد شديفات
................
"نَّحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ"
كلام مفرح ومبهج بأن الله بكرمه ولطفه وعظم شأنه هو الذي تولى مهمة قصة أهل الكهف وأنزلها في قرآن يتلى على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ليثبت بها فؤاده وتكون لأمته من بعده درسا وعبرة وموعظة خاصة عنصر الشباب بالذات ....
فالأمة بشبابها ومستقبل أجيالها وقوة سواعدهم المؤمنة المخلصة لعقيدتها ودينها وحقوقها ورفعتها وعزتها وقدرتها ومكانتها تكون في مقدمة الأمم وقيادتها،،،،
وليس من نافلة القول أن يترك القرآن هذا القصص لأحد بنقل هذا الحدث العظيم الباقي أثره ليوم الدين، مما يدل على شأن سورة الكهف وأصحابها التي شيعها سبعون ألف ملك عند نزولها، قال الحق جل جلاه :-
"نَّحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ... إذن الذي سيقص القصة منزل القرآن الكريم.
إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ...هذه بدايتها فتية قوية بإيمانها برب العالمين.
وَزِدْنَاهُمْ هُدًى" وتثبيتا لهم زادهم الله إيمانا مع إيمانهم.
أي عظمة وهيبة وإجلال وإكرام وأهمية لهؤلاء الذين أفرد القرآن لهم سورة باسمهم وقفا عليهم.......
أيها المسلم أنت وغيرك أعلم أن القصص القرآني حق لا تشوبه شائبة ولا يخالطه شك أو ظن أو هوى نفس ولا مداراة فيه ولا مداهنة إنما حكمة بالغة وتفكير عميق. " نَّحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ" هل يوجد أعظم من ذلك "نحن" لا أحد سوى الله علام الغيوب. {تِلْكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ...ما ذكرت قصص الأمم السابقة إلا للإفادة منها.
مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلَا قَوْمُكَ مِن قَبْلِ...والذي يعلمك إياها هو الله جل جلاله فأطمئن.
هَٰذَا فَاصْبِرْ. 49 هود.. فالصبر هو مفتاح الفرج والحل الأمثل وطريق النجاة ولا تيأس ولا تقطع الرجاء من الله فالتأييد سيجيئ في وقته بإذن الله وإن تأخر سنين عددا فهو لحكمة أرادها الله هذا في الدنيا...............
أما الاخرة.{ فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا (84) يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَٰنِ وَفْدًا (85) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْدًا (86)مريم.......
فهؤلاء الفتية نقل نبأ خبرهم وعلمهم الله من أجلكم لتزدادوا إيمانا مع إيمانكم مثلهم.. " وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ" فقد أستخلصهم الله لنفسه، فشهد لهم الحق بالحق جل جلاله وعظمته...بقوله الكريم وهو العليم بحالهم ومآلهم :- "إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ" وكفى بالله شهيدا، فهو أعلم بإيمان هؤلاء الفتية وقد أخبر رسوله صلى الله عليه وسلم بذلك، فهم أهل قدوة واقتداء وصلاح لكم ...
ولم يمنعهم شبابهم وقوته من أتباع الحق وهذا يشجع ويشحذ همم الشباب أيا كان في كل زمان ومكان بطاعة الرحمن بمثل هؤلاء الشبان،،،،،،،،،
وهي إشادة ومندوحة ومكرمة سطرها القرآن في تربية الأولاد ونشأتهم أرادها لهم رب الرباب،،،،،،،،،،
ثم تتابع الرحمات على هؤلاء الفتية وأمثالهم" وَزِدْنَاهُمْ هُدًى" ما أحلى هذه الزيادة من رب كريم عليم حكيم يضع الأمور في موضعها،،،،،،،،،،،
فالإيمان هو الطريق الوحيد المستقيم وغيره معوج إذن عنه لا تحيد ولك فيه من الله المزيد إيمانا وتوفيقا، فأنت لا تحتاج سوى هداية رب العالمين، وكأن الآيات شعاعا ونورا مبينا يتزاور لهم وعليهم ذات اليمين وذات الشمال لا يخص إلا المؤمنين برب العالمين...فقل الحمد لله أولا وأخيرا.
تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات/ الأردن
تعليقات
إرسال تعليق