...ضياع الرفيق ..بقلم علي كمال ..

...ضياع الرفيق ..بقلم علي كمال ..

مع حزن الايام 

ماتت الاحلام ...

فلا حياه بعد ضياع الرفيق ..

فعدت الي بيتي القديم 

فوجدته محطما 

كالامل الغريق ...

عواصف الايام اقتلعت اشجاره 

صار يئن بالاسي الدامي العميق

تلعثمت الكلمات علي شفتي

قلت لعلني في ظلام الليل 

اخطأت الطريق ..

فسمعت همس الليل يقول لي 

انك لم تخطئ الطريق ...

سالتك يا ليل 

اتذكر من انا ..

اتذكر كم كنت بين جفونك 

تجمع شملنا 

كم كنت تنثر دفئك حولنا 

تحمل انسام الربيع رقيقة 

ليرقص عطر الزهور بيننا 

يا ليل ..انا صاحب البيت 

فهل تذكر من انا ...

انا من ترك لديك حبا مفتون المني 

والان عدت 

و السنين الي حبا مضي تشدني 

وذكريات الماضي تضمني ...

وكل ركن في البيت 

يعرف ايقاع خطوتي ..

كل زاويه في البيت 

تعرف قصتي ...

حتي الجدار الحزين 

منقوشه عليه حكايتي ..

في حديقة البيت رأيت 

الارض تبتلع الزهور 

النخله ذبل جريدها 

صار اطلال قشور 

علي مدخل غرفتي 

وجدت الحشرات تجري و تدور 

حاولت انفض التراب عن المقاعد 

صرخ التراب في غرور ..

من انت ..

قلت الا تعرف من انا ..

انا صاحب البيت 

صرخ التراب في غضب 

ماذا تريد ..

كل ركن و مقعد في البيت 

يعرف اني مالكه الجديد ...

ورأيت سريري 

ماتت عليه الاحلام 

ماتت عليه حكايات الايام 

وعلي جدار حجرتي 

كانت صورتي 

تعاتبني 

لماذا تركت حبا

اكبر من هذا الوجود 

حبا كان اعذب لحنا 

واجمل من عطر الورود 

والان كل شيئ حولك سكون 

لا شيئ يعرفك و لا يعرف من تكون 

وسمعت في اذني صوت رهيب 

انت من ترك الزهور تموت 

في البرد و الصقيع 

كل ما في البيت 

كان يحلم معك بالربيع ..

فلماذا جئت الان 

وماذا تريد 

وقد صار التراب 

صاحب البيت الجديد ..

تركت الحب الصغير 

يموت حزنا 

وجئت تسال عنه بعد كل السنين 

انت لم تعرف الاشواق 

ولم تزق يوما طعم الحنين 

فماذا تريد 

وقد صار الخراب ..

و التراب مالك البيت الجديد ..

عد من حيث اتي بك الطريق 

فقد ضاع منك الرفيق ...

بقلم علي كمال ....