عازف الجيتار،،،،بقلم عبير جلال ١/١١/١٩


عازف الجيتار،،،،
في بلد صغير فقير ولد طفل هادىء الطباع لله بسمة ساحرة ،لاتغرب أبدا عن وجه،ولد لعائلة فقيرة جدا ،وقد وهبه الله الهدوء النفسي وجمال الوجه، كانت نشيط بعض الشئ متحرك بعض الشئ،ولكن تفكيره العقلي متأخر ،مرت السنين وكبر الطفل وأصبح فتي جميل الطلة ذو إبتسامة ساحرة،
كانت لديه موهبة الصوت الجميل
حين يغني تنصت له الطيور وتتوقف عن الغناء للإنصات،
برغم تأخره الذهني إلا أنه كان يتقدم في دراسته ،برغم معاناته مع أسرته لعدم تفهم قدراته الذهنية لجهلهم و فقرهم وعدم تعلمهم، إلا أنه تقدم في المراحل الدراسية وإلتحق بالجامعة في مدينة كبيرة تبعد كثيرا عن بلدته،
حزم أمتعته وسافر ليبدأ حياة جديدة مع أناس جدد في عالم جديد،
إلتحق بالجامعة وحاول الإجتهاد،
ومع الدراسة إلتحق بالعمل في مطعم صغير ليساعد نفسه على الحياة نظرا لظروف عائلته الفقيرة،،
برغم تأخره الذهني إلا أنه كان شديد التعلم كثير النشاط،
كان في أوقات فراغه يغني مع أصدقائه في الجامعة،
نال إعجاب الجميع على جمال الصوته الشجي وطريقه غنائه الرائعة،
في يوم من الأيام وهو جالس مع بعض الأصدقاء يغني،
جأت نسمة جميلة مرت أمامه،
تلك الشابة رائعة الجمال،
شعرها ستائر ليلة تنسدل على كتفها
وعيونها عيون المها الساحرة شديدة السواد ورموشها سهام موجه لقلبه بالهيام، وإبتساماتها لثغر فاتن جذاب
وجسم ممشوق كغصن البان،
تلك الفتاة نسيم حرك وجدان ذلك الشباب،
إلتقت عيناهما ودق قلبه بالغرام،
بدون كلمة أقسمت أرواحمها على عدم الفراق،
وتوالت المقابلات وتبادلا الهيام
وأرتبطوا أكثر وأكثر،
ومع مرور الوقت أهدت له جيتار ليعزف عليه ألحانه،
تلك الفتاة كانت من أغنياء القوم،
وقلبها به،
مرت الأيام والحب ينمو أكثر وأكثر والتعلق يزداد أكثر وأكثر
وتنتهي سنين الدراسة،
وتعرف أهل الفتاة على الحبيب ،إنه كصديق مخلص لا تفارقه لحظة،
كيف تعبر عن حبها في هذا الصخب المادي ،
وحدث مالم يخطر في الحسبان
تقدم عريس لطلب يد الفتاة،
ترفض بكل إصرار،
في كل مرة ترفض ،
وتحدث مشادات مع الأهل،
وتتعلل بأن العريس غير مناسب
وفي كل مرة غضب وإهانات
رفض بدون تبرير،
لا تستطيع أبدا البوح بسرها لأحد،
حبيبها بجوارها دائما يغني لها ويعزف على الجيتار وهي ترقص وتتحرك حوله هنا وهناك كعصفورة حالمة،تتمايل وكأنها زهرة على الأغصان،
يتفجر الحب من ينبوع العشق المباح،
وفي خلال هذا الجمال والكم الهائل من المشاعر ،
تتفجر المفاجأة وافق الأهل على شخص من وجهة نظرهم عريس مناسب من طبقتهم الأجتماعية وسوف يسعد إبنتهم،
وقفت الحبيبة حائرة بين رغبة أهلها وتصميمهم على الزواج وبين حبها القابع في حنايا فؤادها وبين أجفانها،
وتحت ضغط الأهل رضخت بكل قسوة ،لترمي حبها وقلبها تحت أقدامها،
تم الزواج وغنى حبيبها وعزف على الجيتار أغنية عرسها،
وتم الزفاف وسافرت بعيد بعيد عن الأنظار،
وظل الفتي منهار شهور و أيام لايصدق أن حبيبته لم تعد معه بعد الأن،
مرت الأيام وكان يغني في مكان عمله ويعزف على الجيتار،
سمعه أحد المنتجين الكبار،
وعرض عليه العمل معه ليكون مغني مشهور وعازف جيتار ،
ولأنه كان يعاني بعد الشىء من التأخر الذهني،كان صديقه يتولي كل أموره المادية،
وفعلا صار أشهر مغني راب وأشهر عازف جيتار،
ولكن بكل أسف كل أغانيه حزينة تحكي قصة حبه الكامنه في قلبه،
مرت أكثر من خمس سنوات
لم تعرف الإبتسامة وجه،
أسدل شعره على كتفه وأهمل ملبسه
وأطلق لحيته،
وأصبح له ملمح خاص في مظهره
ذلك الشاب الوسيم أصبح عجوز في ريعان الشباب،
ومرت الأيام تتبعها سنين،
ويزيد الإنطلاق وتزيد الشهرة،
وهو مازال حزين حزن يدمر مابداخله من حياة،
وفي يوم من الأيام،
خلال تصفحه لرسائل المعجبين وجد رسالة ،حين لامسها بأنامله دق قلبه تلك الدقات النائمة في قلبه من سنين،
فتح الرسالة بسرعة الرق،
فإذا بعطر يفوح من بين أسطرها،
نعم ذلك عطر حبيبتي
مرت عيونه بسرعة على الأسطر
فإذا بكلمات مكتوبة بخط حبيبته،
إلى من هواه الفؤاد وتعلقت به الروح
أرجو أن أراك قريبا
قبل أن أودع تلك الحياة
دق قلبه وقفز من بين ضلوعه،وأنهمرت دموعه بدون توقف
قرأ الرسالة عشرات المرات،
وقرأ العنوان وقرر السفر لمكان حبيبته،
وفعلا سافر ودموعه لا تتوقف ،وقلبه كله ألم وحزن علي حبيبة عمره،
مر الوقت ووصل لمكان حبيبته،
فإذا بها في المستشفى تعاني من المرض الخبيث بكل أسف لاتقوى على الحركة،
ذلك البدر المنير ذبل مع المرض
تلك العصفورة الجميلة لا تقوى على الحركة كيف هذا،
إنكب عليها يقبلها والدموع تغرق وجهها وهي في غيبوبة المرض،
ولكن سبحان الله،شعرت بوجوده
وشعرت بدموعه تسقط على وجهها
فتحت عينيها بعد فترة لتجد من تعلقت روحها به،
تراه بعد خمس سنوات من العمر مروا هباء،
إبتسمت لأول مرة
وضحكت عيونها عندما رأته،
حاولت التكلم بصعوبة
أول مرة أبتسم من يوم ا
أن فرق بيننا الزمان،
عرف فيما بعد إنها اصيبت بذلك المرض اللعين بعد الزواج بشهر،
وظلت طريحة الفراش من يومها،
وأن باقي أيام قليلة على إنتهاء العمر،
هنا تسمرت أقدامه في الأرض
وإنهار مغشيا عليه من شدة البكاء،
وحين أفاق من الإغماء،
صمم أن يظل بجوارها لن يتركها لحظة واحدة
ترك كل إلتزاماته خلفه من حفلات وعقود و غرامات،
ترك كل شىء في سبيل حبيبته،
وظل بجوارها تطلب منه أن يغني ويعزف على الجيتار الذي أهدته له ولم يفارقه أبدا،
والغريب أن حالتها الصحية تحسنت وأصبح من الممكن أن تأكل ورفعت عنها المحاليل ومع مرور الوقت إستطاعت أن تقف وتسير على أقدامها بل أكثر من ذلك رقصت مثل العصفور على عزف الجيتار،
تحسنت التحاليل وتحسنت حالتها الصحية الميؤس منها،
ومرت شهور على التقدم ،كل يوم تتقدم صحتها أكثر وأكثر،
ولكن تأتي الرياح بما لاتشتهيه السفن،
حضر الزوج من السفر ووجد زوجته تتحسن قرر وصممم أن يعود بها لمنزله ،فقد تحسنت حالتها فلاداعي لمكوث في المستشفى
لم يرضخ لتوسلات أهلها ولا لنصائح الأطباء،
أراد أن يبعدها مرة أخري عن من تعلق به قلبها،
وقف حبيبها تائه لايملك أن يطق بكلمة،
غير أنه يبكي وينتحب لانه شعر
أنه أخر مرة سوف يرى حبيبة قلبه
،وفعلا عادت لبيتها وعاد المرض مرة أخرى بكل قسوة هاجم كل جسدها
واشتدت بها الألآم،
وقد سافر حبيبها ليكمل مشواره الفني
ليعزف على الجيتار ويغني في الحفلات أغنيته المفضلة،،،
،،لا أريد أن أكون مشهورا أريد أن تعود حبيبتي لأحضاني
ظل يردد تلك الأغنية لمدة أسبوع في كل الحفلات،
حتي جأت الفاجعة،
فقد ماتت حبيبته،
ماتت من تعلق فؤاده بها
ماتت روحه وحياته
وصله خبر الوفاه
وهو على المسرح يعزف ويغني
فأنشد أغنية،
عد ياطيري البرئ
عد لقلبي المشتاق
عد وأعد لي روحي
فقد رحت معك
من زمان
عدلحبيب قلبك
عد ولا تخف
من الزمان،،،،
وهنا تهاوت أقدامه
وسقط على المسرح
محتضن جيتار حبيبته
ليلفظ أنفاسه الأخيرة
ليلاقي حبيبته في السماء
في نفس يوم وفاتها،
مات من أحبوا وعشقوا
ورفض الزمان حبهم
مات عازف الجيتار
بقلم عبير جلال
١/١١/١٩

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

#ديوان_الحب_الصادق #بقلم_د_مهاب_البارودي 318 - اشتاقك