قصة قصيرة:" خيانة مع سبق الترصد " بقلم :منى البريكي✔
قصة قصيرة:" خيانة مع سبق الترصد "
كانت لطيفة تعيش حياة هنيئة ، مستقرة مع زوجها و أطفالها الثلاثة لم يكن ينغصها سوى بعدها عن مسقط رأسها و أسرتها و صديقاتها. و منذ سنة مرضت امها مرضا الزمها الفراش فاضطرت للاستقرار ببيت والديها بعد ان طلبت نقلة عمل الى مدينتها و منذ أول يوم لها بمكتبها الجديد قابلت وفاء صديقة الطفولة و ايام الدراسة .لقد ترافقتا في الجامعة و سكنتا غرفة واحدة بالمبيت و تقاسمتا تلك الوجبات التي لا تسمن و لا تغني من جوع و كانت لا تبخل عليها باكلات تعدها لها والدتها كل أسبوع .لقد كانت صندوق أسرارها و رفيقة صباها و شريكة مغامراتها فهي بمثابة اخت ضن بها عليها القدر و توأم روحها.كانت فرحتها بها لا توصف فدعتها الى بيتها و بالغت في إكرامها و لم تذهب إلا بعد ان وعدتها بتكرار الزيارة . أبدى زوجها انزعاجا من صديقتها في بادىء الأمر قائلا :
-"كيف تقولين انها أقرب صديقاتك و هي لا تشبهك في شيء ؟ افضل ان تبقى معرفتك بها في نطاق الزمالة لا غير .فهي متحررة في لباسها و زينتها مبالغ فيها. "
استغربت لطيفة ملاحظته و ردت عليه بحدة :
-" انت لا تعرفها لتحكم عليها من مظهرها .صديقتي طيبة و سيرتها حسنة .هي فقط فاتها قطار الزواج بعد ان تعالت على عدة خطاب تقدموا لها لشدة اعتدادها بنفسها و مغالاتها في الاختيار .أنا أيضا كنت مثلها أيام خطوبتنا غير أني انغمست في العمل و العناية بأطفالي و القيام بشؤون امي المقعدة فنسيت نفسي كما نسيت طريق الحلاقة ."
سكت زوجها على مضض و أصبح يجاهر بامتعاضه من صديقتها التي أصبحت زياراتها شبه يومية و كأنها فرد من الأسرة حتى أنها صارت تتدخل في خصوصياتها و نقاشاتها معه و لا تجد حرجا في إعداد قهوته بدلا عنها عندما تكون منشغلة بدروس أحد أبنائها او بالعناية بوالدتها و تبقى تسامره لساعة متأخرة من الليل فيضطر لمرافقتها في سيارته حين عودتها حتى لا تعود بمفردها .
ذات ليلة كانت لطيفة كعادتها تضع طاولة العشاء بمشاركة وفاء التي تركت هاتفها بجانب المزهرية و دخلت المطبخ لتحضر سلة الخبز .اضاءت شاشة المحمول و هي تمر قربه فرأت صورة زوجها و فوجئت بما قرأته بغتة "حبيبتي اعتذري من الغبية بعد قليل لنكمل سهرتنا خارجا ."
شعرت بدوار من هول الصدمة و التزمت الصمت و هي لا تكاد تصدق مصيبتها .
باتت لطيفة ليلتها مهمومة تفكر في حل يحفظ كرامتها و لا يؤثر على استقرار أسرتها و زواجها الذي دام لاكثر من عشر سنوات .استرجعت شريط حياتها معه لعلها تظفر بسبب أو تقصير منها لتبرر خيانته لها فقد كانت متفانية في خدمته تبذل أقصى جهدها من أجل سعادته و لا تدخر وقتا لغيره حتى انها نسيت نفسها او تناستها و اصبح منتهى املها رضاه و تساءلت و الدموع تبلل مخدتها كيف له ان يتجاهل حبهما الكبير و عهدا قطعه بينهما على الاخلاص ؟ترى هل هي مجرد نزوة عابرة لرجل على عتبة الخمسين ؟ألا يقال أن المراهقة يمكن ان تأتي متأخرة لا سيما و انه لم يعش في صغره طيش الشبان في مثل سنه فقد كان تلميذا و طالبا متفوقا و هذا اكثر ما اثار انتباهها عندما كان ابن الجيران الثري الذي تتنافس البنات على لفت انتباهه ؟و هو اليوم اطار بنكي مجتهد و معروف بالاتزان و الإلتزام.
كانت تتقلب على نار الجمر و هي تلوم نفسها على غبائها و طيبتها المفرطة تجاه صديقة اعتبرتها اختا و تبحث في شقوق الذاكرة عن خطأ يمكن ان تكون قد ارتكبته في حقها سهوا فقد كانت تهرع اليها لتبثها حزنها او تشاركها فرحتها و تفتح لها قلبها في كل حالاتها و لم يدر بخلدها ان تنال منها جزاء سنمار .
حين عاد الزوج الى البيت كانت قد نهضت لتتوضا لصلاة الفجر فتجنبت ان تكلمه او تراه و آثرت ان تبحث عن أدلة تتسلح بها حين تواجههما بجرمهما فتوجهت صباحا بمفردها الى قريبها المختص في مجال الاعلامية و تكنولوجيات الإتصال و أسرت له مشكلتها و طلبت مساعدته لاختراق حسابيهما و الإطلاع عما دار بينهما من محادثات علها تشفي غليلها و تجد إجابات لكل الأسئلة التي تؤرقها ثم قامت بجولة في المغازات المجاورة و اشترت فساتينا و أثوابا و أحذية جديدة و عطورا و مواد تجميل مختلفة و لم تعد الى المنزل الا بمرافقة فتاة اتفقت معها على العناية بوالدتها عوضا عنها بعد ان صففت شعرها عند الحلاقة و تزينت كعروس ليلة زفافها.
بعد أيام لاحظ زوجها تغييرا جذريا في حياتها و بادرها بالسؤال :
-" مالذي طرأ عليك لتتركي ابناءك و أمك مع إمرأة غريبة و أنت التي كنت ترفضين ذلك قبلا ؟"
فاجابته و هي تتعمد ان لا يرى خيبة أملها و ضنى روحها :
"عود نفسك من اليوم على لطيفة جديدة لا تهتم إلا بنفسها لن أدللكم مجددا و لن أتعب و أشقى من اجل راحتكم. "
و في المساء أرسل لها قريبها ملفا على حسابها ففتحته و تصفحت كل تلك الحوارات الماجنة و الصور و الفيديوهات التي يندى لها الجبين فكادت تجن من الألم و هول الفاجعة .توجهت الى نزل قريب تعود زوجها ان يجالس فيه اصدقاءه و جلست تنتظر حضوره بعد ان اخبرته بمكانها .
و ما إن رأته حتى بادرته بالقول:" لقد جمعت كل الأدلة التي تدينك و عشيقتك و عرفت كل شيء و ليس عليك الان سوى ان تجيبني عن كل أسئلتي و تكون صادقا معي للمرة الاخيرة . كيف استطعت مغالطتي و المحافظة على علاقتكما الخنائية كل هذه السنين ؟ألم يوبخك ضميرك مرة و أنا أخلص في حبك ؟ مالذي يجعلك تتزوجني إذا كنت تحب وفاء؟ لماذا لم تخترها اذا كنت تراها أجمل و أحسن مني ؟"
انهار الزوج و اعترف لها بانه تزوجها نزولا عند رغبة والده الذي رفض حبيبته لانه يراها لا تصلح باسم عائلته الراقية و لن يقبلوها كنة لهم مهما فعل فاكتفى بان تكون على هامش حياته ووعدها بقطع علاقته بها .لكنها نظرت إليه باستعلاء و احتقار و قالت
-"كيف تقولين انها أقرب صديقاتك و هي لا تشبهك في شيء ؟ افضل ان تبقى معرفتك بها في نطاق الزمالة لا غير .فهي متحررة في لباسها و زينتها مبالغ فيها. "
استغربت لطيفة ملاحظته و ردت عليه بحدة :
-" انت لا تعرفها لتحكم عليها من مظهرها .صديقتي طيبة و سيرتها حسنة .هي فقط فاتها قطار الزواج بعد ان تعالت على عدة خطاب تقدموا لها لشدة اعتدادها بنفسها و مغالاتها في الاختيار .أنا أيضا كنت مثلها أيام خطوبتنا غير أني انغمست في العمل و العناية بأطفالي و القيام بشؤون امي المقعدة فنسيت نفسي كما نسيت طريق الحلاقة ."
سكت زوجها على مضض و أصبح يجاهر بامتعاضه من صديقتها التي أصبحت زياراتها شبه يومية و كأنها فرد من الأسرة حتى أنها صارت تتدخل في خصوصياتها و نقاشاتها معه و لا تجد حرجا في إعداد قهوته بدلا عنها عندما تكون منشغلة بدروس أحد أبنائها او بالعناية بوالدتها و تبقى تسامره لساعة متأخرة من الليل فيضطر لمرافقتها في سيارته حين عودتها حتى لا تعود بمفردها .
ذات ليلة كانت لطيفة كعادتها تضع طاولة العشاء بمشاركة وفاء التي تركت هاتفها بجانب المزهرية و دخلت المطبخ لتحضر سلة الخبز .اضاءت شاشة المحمول و هي تمر قربه فرأت صورة زوجها و فوجئت بما قرأته بغتة "حبيبتي اعتذري من الغبية بعد قليل لنكمل سهرتنا خارجا ."
شعرت بدوار من هول الصدمة و التزمت الصمت و هي لا تكاد تصدق مصيبتها .
باتت لطيفة ليلتها مهمومة تفكر في حل يحفظ كرامتها و لا يؤثر على استقرار أسرتها و زواجها الذي دام لاكثر من عشر سنوات .استرجعت شريط حياتها معه لعلها تظفر بسبب أو تقصير منها لتبرر خيانته لها فقد كانت متفانية في خدمته تبذل أقصى جهدها من أجل سعادته و لا تدخر وقتا لغيره حتى انها نسيت نفسها او تناستها و اصبح منتهى املها رضاه و تساءلت و الدموع تبلل مخدتها كيف له ان يتجاهل حبهما الكبير و عهدا قطعه بينهما على الاخلاص ؟ترى هل هي مجرد نزوة عابرة لرجل على عتبة الخمسين ؟ألا يقال أن المراهقة يمكن ان تأتي متأخرة لا سيما و انه لم يعش في صغره طيش الشبان في مثل سنه فقد كان تلميذا و طالبا متفوقا و هذا اكثر ما اثار انتباهها عندما كان ابن الجيران الثري الذي تتنافس البنات على لفت انتباهه ؟و هو اليوم اطار بنكي مجتهد و معروف بالاتزان و الإلتزام.
كانت تتقلب على نار الجمر و هي تلوم نفسها على غبائها و طيبتها المفرطة تجاه صديقة اعتبرتها اختا و تبحث في شقوق الذاكرة عن خطأ يمكن ان تكون قد ارتكبته في حقها سهوا فقد كانت تهرع اليها لتبثها حزنها او تشاركها فرحتها و تفتح لها قلبها في كل حالاتها و لم يدر بخلدها ان تنال منها جزاء سنمار .
حين عاد الزوج الى البيت كانت قد نهضت لتتوضا لصلاة الفجر فتجنبت ان تكلمه او تراه و آثرت ان تبحث عن أدلة تتسلح بها حين تواجههما بجرمهما فتوجهت صباحا بمفردها الى قريبها المختص في مجال الاعلامية و تكنولوجيات الإتصال و أسرت له مشكلتها و طلبت مساعدته لاختراق حسابيهما و الإطلاع عما دار بينهما من محادثات علها تشفي غليلها و تجد إجابات لكل الأسئلة التي تؤرقها ثم قامت بجولة في المغازات المجاورة و اشترت فساتينا و أثوابا و أحذية جديدة و عطورا و مواد تجميل مختلفة و لم تعد الى المنزل الا بمرافقة فتاة اتفقت معها على العناية بوالدتها عوضا عنها بعد ان صففت شعرها عند الحلاقة و تزينت كعروس ليلة زفافها.
بعد أيام لاحظ زوجها تغييرا جذريا في حياتها و بادرها بالسؤال :
-" مالذي طرأ عليك لتتركي ابناءك و أمك مع إمرأة غريبة و أنت التي كنت ترفضين ذلك قبلا ؟"
فاجابته و هي تتعمد ان لا يرى خيبة أملها و ضنى روحها :
"عود نفسك من اليوم على لطيفة جديدة لا تهتم إلا بنفسها لن أدللكم مجددا و لن أتعب و أشقى من اجل راحتكم. "
و في المساء أرسل لها قريبها ملفا على حسابها ففتحته و تصفحت كل تلك الحوارات الماجنة و الصور و الفيديوهات التي يندى لها الجبين فكادت تجن من الألم و هول الفاجعة .توجهت الى نزل قريب تعود زوجها ان يجالس فيه اصدقاءه و جلست تنتظر حضوره بعد ان اخبرته بمكانها .
و ما إن رأته حتى بادرته بالقول:" لقد جمعت كل الأدلة التي تدينك و عشيقتك و عرفت كل شيء و ليس عليك الان سوى ان تجيبني عن كل أسئلتي و تكون صادقا معي للمرة الاخيرة . كيف استطعت مغالطتي و المحافظة على علاقتكما الخنائية كل هذه السنين ؟ألم يوبخك ضميرك مرة و أنا أخلص في حبك ؟ مالذي يجعلك تتزوجني إذا كنت تحب وفاء؟ لماذا لم تخترها اذا كنت تراها أجمل و أحسن مني ؟"
انهار الزوج و اعترف لها بانه تزوجها نزولا عند رغبة والده الذي رفض حبيبته لانه يراها لا تصلح باسم عائلته الراقية و لن يقبلوها كنة لهم مهما فعل فاكتفى بان تكون على هامش حياته ووعدها بقطع علاقته بها .لكنها نظرت إليه باستعلاء و احتقار و قالت
:"ستبقى معي فقط لتكون مع أبنائي و سالتزم الصمت حتى لا تتأثر سمعتك بين الناس و لكنني أحرم عليك جسدي من هذه اللحظة و سنعيش كغريبين فلم يبق لك بنبضي احساس و لا اجد لك في نفسي سوى التقزز حد التقيو .لقد نفذت كل أرصدتك ايها المحاسب الناجح. "
بقلمي :منى البريكي✔

ما شاء الله عليك زميلتي دمت مبدعة كما عهدناك
ردحذف